مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ
نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ
وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقِيتٗا
إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة النساء (4) : آية 85]
مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (85)
اللغة:
(الكفل) بكسر الكاف وسكون الفاء: الضعف والنصيب والحظّ، وفي المصباح الكفل وزان حمل: الضعف من الأجر والإثم.
وقال علماء اللغة: واستعمال الكفل في الشرّ أكثر من استعمال النصيب فيه، وإن كان كل منهما قد يستعمل في الخير، كما قال تعالى:
«يؤتكم كفلين من رحمته» . ولقلة استعمال النصيب في الشر وكثرة استعمال الكفل فيه غاير بينهما في الآية الآنفة. حيث أتى بالكفل مع السيئة. وبالنصيب مع الحسنة.
(مقيت) بضم الميم أي: حفيظ شهيد. وهو مشتق من القوت، لأنه يمسك النفس ويحفظها. قال الزبير بن عبد المطلب:
وذي ضغن نفيت السّوء عنه ... وكنت على إساءته مقيتا
الإعراب:
(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) جملة مستأنفة
مسوقة لبيان أن له صلى الله عليه وسلم يدا طائلة في تحريض المؤمنين على القتال والجهاد، وغني عن القول: إن الشفاعة هي الوساطة في إيصال الشخص الى منفعة دنيوية أو أخروية، وأي منفعة أسمى وأجل وأعظم من التحريض على الجهاد، لأن فيه الفوز في الدنيا والآخرة. ومن اسم شرط جازم مبتدأ، ويشفع فعل مضارع فعل الشرط، وشفاعة مفعول مطلق وحسنة صفة، ويكن جواب الشرط وله خبر يكن الناقصة المقدم ونصيب اسمها المؤخر، ومنها متعلقان بمحذوف صفة لنصيب وفعل الشرط وجوابه خبر من (وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) عطف على ما تقدم مماثل له في الإعراب (وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) الواو استئنافية أو حالية، وكان واسمها، وعلى كل شيء متعلقان بمقيتا، ومقيتا خبر كان.
التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا(85) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُقِيتًا) : الْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهُوَ مُفْعِلٌ مِنَ الْقُوتِ.
الجدول في إعراب القرآن
[سورة النساء (4) : آية 85]
مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (85)
الإعراب:
(من) اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ (يشفع) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (شفاعة) مفعول مطلق منصوب (حسنة) نعت منصوب (يكن) مضارع ناقص مجزوم
جواب الشرط (اللام) حرف جر و (الهاء) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف خبر يكن ، (نصيب) اسم يكن مرفوع ، (من) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق بنعت لنصيب (الواو) عاطفة (من يشفع ... كفل منها) مثل نظيرتها المتقدمة. (الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (الله) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (على كل) جار ومجرور متعلق ب (مقيتا) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (مقيتا) خبر كان منصوب.
جملة «من يشفع ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «يشفع شفاعة ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة «يكن له نصيب» لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة «من يشفع (الثانية) » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة «يشفع الثانية» في محل رفع خبر المبتدأ (من) الثاني .
وجملة «يكن له كفل » لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة «كان الله ... مقيتا» لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(كفل) ، اسم بمعنى ضعف الأجر أو بمعنى نصيب، وزنه فعل بكسر فسكون.
(مقيتا) ، اسم فاعل من أقات الرباعي بمعنى اقتدر عليه ... وفي الكلمة إعلال بإعلال الفعل أصلا ثم تبعه اسم الفاعل، ومضارع أقات يقيت، وأصله يقوت، ثقلت الكسرة على الواو فسكنت ونقلت حركتها إلى القاف قبلها- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب- وكذا جرى الإعلال في مقيت.
النحاس
{مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا..} [85]
قال الحسن: من شَفَعَ في شيء فله أجر وإن لم يُشَفَّعْ لأن الله جل وعز قال: "مَّن يَشْفَعْ" ولم يَقُلْ: من يُشَفّعْ وفي الحديث "اشفَعُوا تُؤجرُوا" ويقضي الله جل وعز على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء، ويُرْوَى أنّ هذا نزل في اليهود وكانوا يدعون على المسلمين في الغَيبةَ بالهلاك وفي الحُضُورِ بأن يقولوا: السلام عليكم فأنزل الله عز وجل "مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا" واتبع ذلك بقوله {وإِذا حُيّيتُمْ بِتَحيّةٍ} وهي السلام. قال أبو موسى الأشعري "الكفل" النصيب. قال الكسائي: أصل الكفل مرْكَبٌ يُهَيّأ على ظهر البعير وهذا قول حسن. يقال: اكتَفَلْتُ البعيرَ إذا لفَفْتَ على موضع من ظهره كساءاً ثم ركبت البعير فإِنما أخذت نصيباً من البعير. {وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً} اسم كان وخبرها. قال أبو عبيدة: "المُقيت" الحافظ وقال الكسائي: المُقيت المقتدر وقول أبي عبيدة أولى لأنه مشتق من القُوت والقوتُ معناه مقدار ما يحفظ الانسان.
دعاس
مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً (85) «مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً» فعل مضارع فعل الشرط مجزوم فاعله مستتر شفاعة مفعول مطلق «حَسَنَةً» صفة «يَكُنْ» مضارع ناقص جواب الشرط «لَهُ نَصِيبٌ» اسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها «وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها» كالآية السابقة وهي معطوفة «وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً» كان واسمها والجار والمجرور متعلقان بالخبر «مُقِيتاً» والجملة مستأنفة.
مشكل إعراب القرآن للخراط
{ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا }
"شفاعة" مفعول مطلق،الجار "منها" متعلق بنعت لـ "نصيب".