يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلۡنَا
مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبۡلِ أَن نَّطۡمِسَ وُجُوهٗا فَنَرُدَّهَا
عَلَىٰٓ أَدۡبَارِهَآ أَوۡ نَلۡعَنَهُمۡ كَمَا لَعَنَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلسَّبۡتِۚ وَكَانَ أَمۡرُ
ٱللَّهِ مَفۡعُولًا
إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة النساء (4) : آية 47]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47)
اللغة:
(نَطْمِسَ وُجُوهاً) : نمحو تخطيط معالمها وصورها.
(عَلى أَدْبارِها) أي نجعلها كالأفقاء، كاللوح المنصوب الباهت حتى لا تبين ولا تتضح لرائيها.
الإعراب:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) تقدم إعرابه (آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) كلام مستأنف مسوق للتحذير مما أعدّ لليهود بعد تحريفهم الكلم من مسخ وتشويه. وآمنوا فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة وبما متعلقان بآمنوا وجملة نزلنا صلة الموصول ومصدقا حال ولما متعلقان بمصدقا ومعكم ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول، أي: مصدقا للذي استقر معكم (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) من قبل جار ومجرور متعلقان بآمنوا وأن نطمس مصدر مؤول في محل جر بالاضافة ووجوها مفعول به فنردها: الفاء حرف عطف ونردها عطف على نطمس منصوب مثله والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به وعلى أدبارها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في موضع المفعول الثاني لنردها، وقيل بمحذوف حال. ولا أرى داعيا لذلك الإعراب (أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ) أو حرف عطف ونلعنهم عطف على «نطمس وجوها» أو «نردها» وذكر الضمير وجمعه جمع العقلاء لأنه أرجعه الى أصحاب الوجوه كما سيأتي في باب البلاغة. وكما لعنا متعلقان بمحذوف مفعول مطلق. وقد تقدمت له نظائر. وما مصدرية ونا ضمير متصل في محل رفع فاعل ل «لعن» والمصدر المؤول في محل نصب مفعول مطلق أو حال وأصحاب السبت مفعول (وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) الواو استئنافية أو حالية وكان واسمها وخبرها، والجملة لا محل لها أو في محل نصب حال.
البلاغة:
1- في هذه الآية مجاز مرسل بذكر الوجوه وإرادة أصحابها، والعلاقة الكلية.
2- الإبهام في تنكير الوجوه، تلطفا بالمخاطبين، وتهويلّا للأمر العظيم الذي يثير الخوف، وقد اختلفوا في معنى التهديد وما المراد به في الآية، هل هو حقيقة فيجعل الوجه كالقفا، ويذهب الأنف والحاجب والعين والأذن، وتلك ظلمات بعضها فوق بعض، أم المراد سلبهم التوفيق وحرمانهم اللطف؟ ذهب الى الاول قوم، والى الآخر آخرون، وانظر المطولات.
التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا(47) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ قَبْلِكُمْ) : مُتَعَلِّقٌ بِآمَنُوا، وَ (عَلَى أَدْبَارِهَا) : حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْوُجُوهِ وَهِيَ مُقَدَّرَةٌ.
الجدول في إعراب القرآن
[سورة النساء (4) : آية 47]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47)
الإعراب:
(يأيها الذين) مرّ إعرابها ، (أوتوا) فعل ماض مبني
للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (آمنوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (آمنوا) ، (نزّلنا) فعل ماض وفاعله (مصدّقا) حال منصوبة من العائد (اللام) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (مصدّقا) ، (مع) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صلة ما و (كم) ضمير مضاف إليه (من قبل) جار ومجرور متعلق ب (آمنوا) ، (أن) حرف مصدري ونصب (نطمس) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (وجوها) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن نطمس ... ) في محل جر بإضافة قبل إليه.
(الفاء) عاطفة (نرد) مضارع منصوب معطوف على فعل نطمس و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (على أدبار) جار ومجرور متعلق ب (نرد) ، و (ها) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (نلعنهم) مثل نردها (الكاف) حرف جر ، (ما) حرف مصدري (لعنّا) مثل نزّلنا (أصحاب) مفعول به منصوب (السبت) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤول (ما لعنّا ... ) في محل جر بالكاف متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي نلعنهم لعنا كلعن أصحاب السبت.
(الواو) استئنافية (كان) فعل ماض ناقص (أمر) اسم كان مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مفعولا) خبر كان منصوب.
جملة «يأيها الذين ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «أوتوا الكتاب ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة «آمنوا ... » لا محل لها جواب النداء.
وجملة «نزّلنا» لا محل لها صلة الموصول (ما) .
وجملة «نطمس ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (أن) .
وجملة «نردها ... » لا محل لها معطوفة على جملة نطمس.
وجملة «نلعنهم» لا محل لها معطوفة على جملة نطمس.
وجملة «لعنّا ... » لا محل لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة «كان أمر الله مفعولا» لا محل لها استئنافية.
الصرف. (مفعولا) ، اسم مفعول من فعل يفعل باب فتح، وزنه مفعول.
البلاغة
1- «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً» في تنكير الوجوه المفيد للتكثير تهويل للخطب وفي إبهامها لطف بالمخاطبين وحسن استدعاء لهم الى الإيمان.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وجوها» حيث ذكر وجوها وأراد أصحابها والعلاقة الكلية.
النحاس
{.. مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ..} [47]
نصب على الحال {مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً} ويقال: نَطْمُسُ ويقال في الكلام: طَسَمَ يَطسِمَ ويَطسُمُ بمعنى طَمَس، {وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً} اسم كان وخبرها.
دعاس
يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ» سبق إعرابها «أُوتُوا الْكِتابَ» فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله والكتاب مفعوله «آمِنُوا» فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله «بِما نَزَّلْنا» جار ومجرور متعلقان بآمنوا وجملة «نَزَّلْنا» صلة الموصول «مُصَدِّقاً» حال «لِما» جار ومجرور متعلقان بمصدقا «مَعَكُمْ» ظرف متعلق بمحذوف صلة أي : للذي وجد معكم «مِنْ قَبْلِ» متعلقان بآمنوا «أَنْ نَطْمِسَ» المصدر المؤول في محل جر بالإضافة «وُجُوهاً» مفعول نطمس «فَنَرُدَّها» عطف على نطمس والهاء مفعوله «عَلى أَدْبارِها» متعلقان بمحذوف حال أي : نردها ناكصة «أَوْ نَلْعَنَهُمْ» عطف على نردها «كَما لَعَنَّا» فعل ماض وفاعل وما مصدرية والمصدر المؤول في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف أي :
نلعنهم لعنا كلعننا أصحاب السبت «أَصْحابَ» مفعول به «السَّبْتِ» مضاف إليه والجملة استئنافية. «وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا» كان واسمها ولفظ الجلالة مضاف إليه ومفعولا خبرها والجملة معطوفة.
مشكل إعراب القرآن للخراط
{ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ }
"مصدقًّا": حال منصوبة، واللام بعدها زائدة و "ما" اسم موصول مفعول به لاسم الفاعل منصوب. وقوله "كما لعنَّا": الكاف اسم بمعنى مثل نائب مفعول مطلق و "ما" مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: نلعنهم لعنًا مثل لعننا.