ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة آل عمران (3) : الآيات 33 الى 34]
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) اللغة:
(نوح) علم أعجمي لا اشتقاق له، وقيل: إنه مشتق من النوح وهو منصرف على كل حال، لأنه علم أعجمي ثلاثي ساكن الوسط (عمران) علم أعجمي أيضا ممنوع من الصرف وإن قيل إنه عبري مشتق من العمر فهو ممنوع للعلمية وزيادة الألف والنون.

الإعراب:
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً) إن واسمها، وجملة اصطفى آدم ونوحا خبر (وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) عطف على آدم (عَلَى الْعالَمِينَ) الجار والمجرور متعلقان باصطفى والجملة استئنافية (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) ذرية: بدل من آدم ومن عطف عليه، أو من الآلين أي أن الآلين ذرية واحدة، ويجوز نصبها على الحال والعامل فيه «اصطفى» .
وبعضها مبتدأ ومن بعض جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر والجملة صفة لذرية (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الواو استئنافية والله مبتدأ وسميع عليم خبران له.

البلاغة:
1- في الآية فن التوشيح، وهو كما يقول قدامة في نقد الشعر:
أن يكون في أول الكلام معنى إذا علم علمت منه القافية، إن كان شعرا أو السجع إن كان نثرا. فإن معنى اصطفاء المذكورين في الآية يعلم منه الفاصلة، لأن المذكورين صنف مندرج في العالمين.
وفي هذه الآية أيضا فن براعة التخلص، فإنه سبحانه وتعالى وطّأ بهذه الآية إلى سياق خبر ميلاد المسيح عليه السلام، فقد خلص إلى ذكر امرأة عمران ليسوق قصة حملها بمريم وكفالة زكريا لها، وذكر ولده يحيى، وقصة حمل مريم بالمسيح، وما تخلل ذلك من آيات باهرات، وعبر بالغات.

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (ذُرِّيَّةً) : قَدْ ذَكَرْنَا وَزْنَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْقِرَاءَاتِ، فَأَمَّا نَصْبُهَا فَعَلَى الْبَدَلِ مِنْ نُوحٍ، وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ مِنَ الْأَسْمَاءِ. وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ آدَمَ ; لِأَنَّهُ لَيْسَ بِذُرِّيَّةٍ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْهُمْ أَيْضًا، وَالْعَامِلُ فِيهَا اصْطَفَى.
(بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةٌ لِذُرِّيَّةً.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة آل عمران (3) : آية 34]
ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)
الإعراب:
(ذرّيّة) حال من آدم وما عطف عليه على تأويل مشتق منصوبة (بعض) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه (من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «بعضها من بعض» في محلّ نصب نعت لذريّة.
وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
1- قوله تعالى «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ» . لفظ «بعض» يضاف إلى الظاهر والمضمر وفي كلا الحالتين يجرد من أل حسب قاعدة المضاف. إذ لا يجوز تعريف المضاف بأل إذا كان مفردا فلا يصح القول «الكتاب الأستاذ ولا القلم تلميذ» ولكن يجوز دخول «أل» على المثنى كقولك «المكرما سليم» وعلى جمع المذكر السالم كقولك «المكرمو علي» .

النحاس

{ذُرِّيَّةً..} [34[ قال الأخفش: هي نصب على الحال وقال الكوفيون: على القطع وقال أبو إسحاق/ 34ب/: هي بدل. وذرّية مشتقة من الذَرّ لكثرتها وفيها تَقديرانِ تكون فُعْلِيّة وتكون فُعْلُولَة أصلها ذرّورة فاستثقلوا التضعيف فأَبدَلوا من الراء الأخيرة ياءاً ثم أدغموا الواو في الياء [فقالوا ذُرّيّة] ويقال: ذِرّيّة. {بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} ابتداء وخبر.

دعاس

ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)
«ذُرِّيَّةً» بدل من نوح .. منصوب بالفتحة أو حال «بَعْضُها» مبتدأ «مِنْ بَعْضٍ» متعلقان بمحذوف خبر ، والجملة في محل جر صفة لذرية «وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» لفظ الجلالة مبتدأ وخبراه والجملة مستأنفة.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } "ذرية": بدل من "آدم" ومَنْ عُطِف عليه، و "بعضها" مبتدأ مرفوع، والجار "من بعض" متعلق بالخبر، وجملة "بعضها من بعض" نعت لـ "ذرية".