ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ
ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ
إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة آل عمران (3) : الآيات 171 الى 172]
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
الإعراب:
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) كرر الفعل للتأكيد والجملة استئنافية مسوقة للتأكيد ولك أن تجعلها تأكيدا لسابقتها أو بدلا منها وبنعمة جار ومجرور متعلقان بيستبشرون ومن الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لنعمة وفضل عطف على نعمة (وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) الواو عاطفة وان واسمها وجملة لا يضيع خبرها (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) اسم الموصول مبتدأ ولك أن تنصبه بفعل محذوف على المدح أو تجره على انه صفة للمؤمنين وجملة استجابوا صلة الموصول ولله جار ومجرور متعلقان باستجابوا والرسول عطف على الله (مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) من بعد جار ومجرور متعلقان
بمحذوف حال وما مصدرية وأصابهم القرح فعل ومفعول به وفاعل وما المصدرية وما في حيزها في تأويل مصدر مضاف لبعد (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) للذين جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم وجملة أحسنوا صلة ومنهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال واتقوا عطف على أحسنوا وأجر مبتدأ مؤخر وعظيم صفة وجملة للذين خبر الذين في قوله: الذين استجابوا، إذا أعربت الذين مبتدأ، أو حالية.
غزوة حمراء الأسد:
الذين استجابوا لله والرسول هم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم المؤمنون الذين ساهموا في الحرب بمعركة أحد ويقول التاريخ: حمراء الأسد هي على ثمانية أميال من المدينة على يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة وكانت هذه الغزوة صبيحة يوم الأحد لست عشرة مضت أو ثمان خلون من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة لطلب عدوهم بالأمس ونادى مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يخرج معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس أي من شهد معركة أحد فخرج معه جميع من شهدها من المؤمنين الخلّص، وكانوا ستمائة وثلاثين وأقام بها صلى الله عليه وسلم الاثنين والثلاثاء والأربعاء وكان قد أصابهم القرح بسبب ما نالهم في أحد فتسارعوا يحفزهم حبّ الثأر فتحاملوا على أنفسهم حتى لا يفوتهم الاجر ويحققوا الهدف المرجوّ وساور المشركين الرعب فلم ينهدوا لقتال ولم يبرزوا الى ميدان بل قبعوا في مكة لائذين بأذيال الخوف والنجاة ثم رجع النبي وصحابته الى المدينة يوم الجمعة ولم يستغرق نهوده للمشركين إلا خمسا.
التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا) : فِي مَوْضِعِ جَرِّ صِفَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ أَوْ نَصْبٍ عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي، أَوْ رَفْعٍ عَلَى إِضْمَارِ «هُمْ» ، أَوْ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ «لِلَّذِينِ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا» وَمِنْهُمْ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي أَحْسَنُوا.
الجدول في إعراب القرآن
[سورة آل عمران (3) : آية 172]
الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
الإعراب:
(الذين) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ، (استجابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الله) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا) ، (الواو) عاطفة (الرسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا) ، (ما) حرف مصدريّ (أصاب) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به (القرح) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (ما أصابهم القرح) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(اللام) حرف جرّ (الذين) موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أحسنوا) مثل استجابوا (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من الضمير في (أحسنوا) ، (الواو) عاطفة (اتّقوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (أجر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (عظيم) نعت لأجر مرفوع مثله.
جملة: «استجابوا لله» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «أصابهم القرح» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .» ويجوز أن يكون نعتا للمؤمنين في الآية السابقة.
وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «اتّقوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة أحسنوا.
والجملة الاسميّة: «للذين أحسنوا.. أجر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الفوائد
1- القائد الحكيم.
لم يكد يبزغ فجرّ اليوم الثاني لمعركة أحد حتى أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين بالتأهب للخروج لحاقا بالمشركين، وجعل ذلك وقفا على من حضر المعركة بالأمس. وخرج رسول الله بالجيش حتى بلغ حمراء الأسد، على بعد ثمانية أميال من المدينة باتجاه مكة، فأقام بها ثلاثة أيام متحديا جيش المشركين. أما الكفرة فقد ألقى الله في قلوبهم الرعب، وحسبوا أن المسلمين جاءهم المدد، فلم يلووا على شيء حتى بلغوا مكة. وكان من نتيجة ذلك أن مكّن رسول الله هيبة المسلمين في قلوب أعدائهم، من الأعراب والمشركين خارج المدينة، ومن اليهود والمنافقين داخلها، ورفع من معنويات المؤمنين، وقد عادوا من هذه الغزوة موفورين، إذ لم يتعرض لهم أحد من المشركين.
النحاس
ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ..} [172]
ابتداء والخبر {لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} ويجوز أن يكونَ الذين بدلاً من المؤمنين وبدلاً من الذين لم يلحقوا بهم.
دعاس
الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
«الَّذِينَ» اسم موصول في محل جر صفة لمؤمنين أو منصوب على المدح وجملة «اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ» صلة الموصول «مِنْ بَعْدِ» متعلقان باستجابوا «ما أَصابَهُمُ» ما مصدرية والمصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها في محل جر بالإضافة «أَصابَهُمُ الْقَرْحُ» فعل ماض ومفعول به وفاعل «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم وجملة أحسنوا صلة الموصول منهم متعلقان بأحسنوا «وَاتَّقَوْا» عطف على أحسنوا «أَجْرٌ» مبتدأ مؤخر «عَظِيمٌ» صفة وجملة «الَّذِينَ اسْتَجابُوا ...» حالية.
مشكل إعراب القرآن للخراط
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ }
جملة "للذين أحسنوا أجر" مستأنفة، الجار "منهم" متعلق بحال من الضمير في "أحسنوا".