وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ
رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ
إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة آل عمران (3) : الآيات 100 الى 101]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)
الإعراب:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) كلام مستأنف مسوق لإيراد خلة من خلال اليهود مستوحاة من العنصرية التي يتميزون بها، ويا حرف نداء للمنادى المتوسط وأي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب والهاء للتنبيه والذين بدل وجملة آمنوا صلة الموصول وإن شرطية وتطيعوا فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل وفريقا مفعول به ومن الذين جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لقوله فريقا وجملة أوتوا الكتاب صلة والكتاب مفعول به ثان لأوتوا المبني للمجهول (يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ) يردوكم جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل والكاف مفعول به أول ليردوكم وبعد ايمانكم ظرف متعلق بكافرين وكافرين مفعول به ثان (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ) كلام مستأنف مسوق لتوجيه الإنكار والاستبعاد إلى كيفية الكفر عن طريق المبالغة، وكيف اسم استفهام إنكاري مبني على الفتح في محل نصب على الحال وتكفرون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل وأنتم الواو حالية وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ وتتلى فعل مضارع مبنى للمجهول والجملة خبر وعليكم جار ومجرور متعلقان بتتلى وآيات الله نائب فاعل (وَفِيكُمْ رَسُولُهُ) الواو حالية أو عاطفة وفيكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم ورسوله مبتدأ مؤخر (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الواو استئنافية ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ ويعتصم فعل الشرط وفاعله
ضمير مستتر تقديره هو وبالله جار ومجرور متعلقان بيعتصم فقد:
الفاء رابطة للجواب وقد حرف تحقيق وهدي فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل هو والى صراط جار ومجرور متعلقان بهدي ومستقيم صفة وجملة فقد هدي في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر من.
الفوائد:
لمحة تاريخية:
لليهود أصالة راسخة في إحداث التفرقة بين الأمم والشعوب ليضمنوا لأنفسهم السيادة والاستعلاء المزعومين، وهي خلة من خلال اليهود مستوحاة من العنصرية التي يتميزون بها، ويشتدون في الدعاية لها.
وفي معرض نزول هذه الآية يروي التاريخ أن شاسا بن قيس اليهودي، وكان شيخا طاعنا في السن، ممعنا في اللجاجة واللدد، يكره المسلمين ويتربص بهم الدوائر للإيقاع بهم وتفريق شملهم الملتئم، مرّ شأس هذا بنفر من الأوس والخزرج وهم في مجلس يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من ألفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة والبغضاء في الجاهلية. فقال: والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا من قرار. فأمر شابا من اليهود وكان معه فقال له: اعمد إليهم واجلس معهم وذكرهم يوم بعاث وما كان فيه، وأنشدهم بعض ما كانوا يتناشدونه من أشعار تستهدف إثارة الحفائظ (وبعاث بضم الباء وهو يوم مشهور اقتتل فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس) ففعل الشاب اليهودي ما أمره به شاس، فتنازع عند ذلك القوم، وانبعثت أسباب الخصام من جديد، وتفاخروا وتغاضبوا وتبادلوا الشتائم، وتنادوا: السلاح السلاح، وكادوا يمتشقون السيوف: فبلغ ذلك
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار، فقال: يا معشر المسلمين! أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن أكرمكم الله بالإسلام، وقطع عنكم إصر الجاهلية، وألف بين قلوبكم، ترجعون الى ما كنتم عليه كفارا؟ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله سامعين مطيعين. فما كان يوم أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم.
التبيان في إعراب القرآن
Tafseer Not Available
الجدول في إعراب القرآن
[سورة آل عمران (3) : آية 101]
وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال ، (تكفرون) مضارع مرفوع والواو فاعل (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ (تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلى) ، (آيات) نائب فاعل مرفوع (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (فيكم) مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (رسول) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعتصم) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعتصم) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (هدي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى
(من) ، (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (هدي) ، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله.
جملة: «تكفرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء في الآية السابقة.
وجملة: «أنتم تتلى» في محلّ نصب حال.
وجملة: «تتلى ... آيات» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
وجملة: «فيكم رسوله» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: «من يعتصم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعتصم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفوائد
1- من تاريخ اليهود.
لا ينفك اليهود- كلما حانت لهم الفرصة- يلقون بذور الفتنة بين أفراد المجتمع، كوسيلة لاضعاف شأن الناس وعلوّ شأن اليهود، وقد كثر هذا النوع من الفساد في عصر الرسول، وقد سعى أحد رجالاتهم في إفساد ذات البين في صفوف الأنصار بين الأوس والخزرج حتى كادوا يقتتلون لولا خروج الرسول إليهم وردهم إلى حظيرة المحبة والألفة ونبذ دعوى الجاهلية وراء ظهورهم.
النحاس
وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ..} [101]
{كَيْفََ} في موضع نصب وفُتِحَت الفاء عند الخليل وسيبويه لالتقاء الساكنين واختير لها الفتح لأن قَبلَ الفاء ياءاً فَثَقُلَ أنْ يَجمَعُوا بَينَ ياء وكسرة وقال الكوفيون: إذا التقى ساكنان في حرف واحد فُتِحَ أحدهُما وإذا كانا في حرفين كُسِرَ. {وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّهِ} ابتداء وخبر في موضع الحال {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} رفع بالابتداء وإن شئتَ بالصفة على قول الكسائي: {وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ} شرط والجواب {فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
دعاس
وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)
«وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ» كيف اسم استفهام في محل نصب حال تكفرون فعل مضارع وفاعل والجملة مستأنفة «وَأَنْتُمْ» مبتدأ والواو واو الحال «تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ» فعل مضارع مبني للمجهول آيات نائب فاعل والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة خبر المبتدأ أنتم والجملة الاسمية وأنتم تتلى في محل نصب حال وكذلك جملة «وَفِيكُمْ رَسُولُهُ» في محل نصب حال والجار والمجرور فيكم متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ رسوله «وَمَنْ» الواو استئنافية من اسم شرط جازم مبتدأ «يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ولفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بالفعل المضارع يعتصم. «فَقَدْ هُدِيَ» الفاء رابطة للجواب وقد حرف تحقيق هدي فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور «إِلى صِراطٍ» ونائب الفاعل مستتر «مُسْتَقِيمٍ» صفة والجملة في محل جزم جواب الشرط ، وهذا الجواب مع فعل الشرط خبر من.
مشكل إعراب القرآن للخراط
{ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
الواو عاطفة، "كيف" اسم استفهام في محل نصب حال من الواو في "تكفرون". جملة "تكفرون" معطوفة على جواب النداء السابق. جملة "وأنتم تتلى" حالية، وجملة "وفيكم رسوله" معطوفة على جملة "وأنتم تتلى"، و "من" في قوله "من يعتصم" شرطية مبتدأ، وجملة "يعتصم" خبر.