وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة البقرة (2) : آية 88]
وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88)

اللغة:
(غُلْفٌ) : جمع أغلف وهو في الأصل الذي لم يختن أي لا يعي ولا يفهم والمعنى هي مغشّاة بأغطية لا يدري أحد ما وراءها. الإعراب:
(وَقالُوا) الواو استئنافية وقالوا فعل ماض وفاعل (قُلُوبُنا) مبتدأ ونا مضاف اليه (غُلْفٌ) خبر قلوبنا والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول (بَلْ) حرف عطف وإضراب (لَعَنَهُمُ اللَّهُ) فعل ماض ومفعول به مقدم وفاعل (بِكُفْرِهِمْ) الجار والمجرور متعلقان بلعنهم أي بسبب كفرهم (فَقَلِيلًا) الفاء استئنافية وقليلا نعت لمصدر محذوف أي يؤمنون إيمانا قليلا (ما) نكرة مبهمة صفة لقليلا (يُؤْمِنُونَ) فعل مضارع مرفوع.

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (غُلْفٌ) : يُقْرَأُ بِضَمِّ اللَّامِ وَهُوَ جَمْعُ غِلَافٍ.
وَيُقْرَأُ بِسُكُونِهَا. وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ تَسْكِينُ الْمَضْمُومِ، مِثْلُ كُتْبٍ وَكُتُبٍ.
وَالثَّانِي: هُوَ جَمْعُ أَغْلَفَ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحُمْرٍ وَعَلَى هَذَا لَا يَجُوزُ ضَمُّهُ وَ (بَلْ) هَاهُنَا إِضْرَابٌ عَنْ دَعْوَاهُمْ، وَإِثْبَاتُ أَنَّ سَبَبَ جُحُودِهِمْ لَعْنُ اللَّهِ إِيَّاهُمْ عُقُوبَةً لَهُمْ.
قَوْلُهُ: (بِكُفْرِهِمْ) : الْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ (لُعِنَ) ، وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ النِّيَّةُ بِهِ التَّقْدِيمُ ; أَيْ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ، بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مُعْتَرِضٌ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْمَفْعُولِ فِي لَعَنَهُمْ ; أَيْ كَافِرِينَ، كَمَا قَالَ: (وَقَدْ دَخَلُوا) بِالْكُفْرِ [الْمَائِدَةِ: 61] . (فَقَلِيلًا) : مَنْصُوبٌ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، وَ (مَا) : زَائِدَةٌ، أَيْ فَإِيمَانًا قَلِيلًا يُؤْمِنُونَ. وَقِيلَ صِفَةٌ لِظَرْفٍ ; أَيْ فَزَمَانًا قَلِيلًا يُؤْمِنُونَ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا مَصْدَرِيَّةٌ ; لِأَنَّ قَلِيلًا لَا يَبْقَى لَهُ نَاصِبٌ. وَقِيلَ: مَا نَافِيَةٌ ; أَيْ فَمَا يُؤْمِنُونَ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا وَمِثْلُهُ (قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) وَ (قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) وَهَذَا أَقْوَى فِي الْمَعْنَى وَإِنَّمَا يَضْعُفُ شَيْئًا مِنْ جِهَةِ تَقَدُّمِ مَعْمُولِ مَا فِي حَيِّزِ مَا عَلَيْهَا.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة البقرة (2) : آية 88]
وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (قالوا) فعل وفاعل (قلوب) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (غلف) خبر مرفوع. (بل) حرف إضراب وابتداء (لعن) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بكفر) جارّ ومجرور متعلّق ب (لعن) والباء للسببيّة و (هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي يؤمنون إيمانا قليلا ، (ما) زائدة لتأكيد المعنى ، (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «قالوا ... » لا محل لها استئنافيّة.
وجملة: «قلوبنا غلف» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لعنهم الله» لا محلّ لها استئنافيّة أو هي اعتراضيّة بين متعاطفين.
(2) لا يجوز أن تكون (ما) مصدريّة لأن (قليلا) لا يبقى له ناصب.. وقيل (ما) نافية، أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا، وهذا أقوى في المعنى وإنّما يضعف شيئا من جهة تقدّم معمول ما في حيّزها عليها.. (اه من العكبري) . وجملة: «يؤمنون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية- أو الأولى-.
الصرف:
(غلف) ، جمع أغلف صفة مشبّهة من فعل غلف يغلف باب فرح، وزنه أفعل والجمع فعل بضمّ فسكون.
(كفر) ، مصدر سماعيّ لفعل كفر يكفر باب نصر، وزنه فعل بضمّ فسكون.

النحاس

{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ..} [88] ابتداء وخبر مُشْتَقّ من قولهم اغلفُ أي على قلوبنا غطاء، ومثله {وقالوا قلوبنا في أكنةٍ}، وكذا {وقال الّذينَ كَفَروا لا تَسْمَعُوا لِهذا القُرآن والغَوا فيه} ومثله {واستَغْشَوا ثيابَهُمْ} وجوز أنْ يكونَ غلفٌ جمع غلاف وحُذِفَت الضمة لثقلها فأما غلفٌ فهو جمع غلاف لا غير أي قلوبنا أوعية للعلم وقِيلَ: أي قلوبنا لا تُجْلى بشيءٍ كالغُلْف.

دعاس

وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88)
«وَقالُوا» الواو استئنافية ، قالوا فعل ماض وفاعل والجملة مستأنفة. «قُلُوبُنا غُلْفٌ» مبتدأ وخبر والجملة مقول القول. «بَلْ» حرف عطف وإضراب. «لَعَنَهُمُ» فعل ماض ومفعول به. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل. «بِكُفْرِهِمْ» متعلقان بالفعل قبلهما. «فَقَلِيلًا» الفاء استئنافية ، قليلا صفة لمفعول مطلق محذوف التقدير فلا تؤمنون إلا إيمانا قليلا. «ما» نكرة مبهمة صفة لقليل. وقيل مصدرية والمصدر المؤول فاعل قليل التقدير قليلا إيمانهم. والجملة تعليلة لا محل لها. «يُؤْمِنُونَ» مضارع وفاعله.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلا مَا يُؤْمِنُونَ } جملة "بل لعنهم الله" مستأنفة، و "بل" للإضراب. "فقليلا ما يؤمنون": الفاء عاطفة، "قليلا": نائب مفعول مطلق منصوب أي: يؤمنون إيمانا قليلا "ما" زائدة، وجملة "يؤمنون" معطوفة على جملة "لعنهم الله" لا محل لها.