فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا
بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ
إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة البقرة (2) : الآيات 65 الى 66]
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (65) فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
اللغة:
(السَّبْتِ) : في الأصل مصدر سبت أي قطع العمل وهو إما مأخوذ من السبوت الذي هو الراحة والدّعة وإما من السّبت وهو القطع لأن الأشياء فيه سبتت وتمّ خلقها ثم سمي به هذا اليوم من الآسبوع (خاسِئِينَ) : مبعدين مطرودين من الخسوء وهو الصّغار والطرد.
(نَكالًا) : النكال: المنع والنكل اسم للقيد من الحديد وسمي العقاب نكالا لأنه يمنع غير المعاقب أن يفعل فعله ويمنع المعاقب أن يعود إلى فعله الأول.
الإعراب:
(وَلَقَدْ) الواو استئنافية واللام جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق (عَلِمْتُمُ) فعل وفاعل (الَّذِينَ) اسم موصول مفعول به (اعْتَدَوْا) فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول (مِنْكُمْ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير في اعتدوا (فِي السَّبْتِ) والجار والمجرور متعلقان باعتدوا لأنه ظرف الاعتداء وقيامهم بصيد السمك وقد نهوا عنه (فَقُلْنا) الفاء عاطفة وقلنا: فعل وفاعل والجملة معطوفة على جملة اعتدوا (لَهُمْ) جار ومجرور متعلقان بقلنا (كُونُوا) فعل أمر ناقص مبني على حذف النون والواو اسمها (قِرَدَةً) خبرها (خاسِئِينَ) خبر ثان ولا مانع من جعلها صفة وقيل كلاهما خبر وانهما نزلا منزلة الكلمة الواحدة وهو قول جيد (فَجَعَلْناها) الجملة معطوفة على ما تقدم (نَكالًا) مفعول جعلنا الثاني وانما أتى الضمير في جعلناها لأنه يعود على المسخة المفهومة من مطاوي الكلام (لِما) اللام حرف جر وما اسم موصول في محل جر باللام والجار والمجرور صفة لنكالا (بَيْنَ يَدَيْها) الظرف معلق بمحذوف لا محل له لأنه صلة الموصول (وَما) عطف على ما (خَلْفَها) ظرف متعلق بمحذوف صلة ما الثانية (وَمَوْعِظَةً) عطف على نكالا (لِلْمُتَّقِينَ) الجار والمجرور صفة لموعظة.
الفوائد:
للمفسرين كلام طويل في قصة هذا الاعتداء وخلاصتها أنه تعالى حرّم العمل عليهم وصبد الحيتان في يوم السبت، فكان يكثر ظهورها فيه وتذهب بذهابه فتحيلوا في صيده بأنواع الحيل كحفر حفيرة أو
ربط الحيتان فإذا مضى السبت أخذوه ثم كثر ذلك حتى صار ديدنا لهم إلى آخر تلك القصة الممتعة التي تصور طبيعة اليهود وتفننهم في الكيد.
التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَجَعَلْنَاهَا) : الضَّمِيرُ لِلْعُقُوبَةِ أَوِ الْمِسْخَةِ أَوِ الْأُمَّةِ. وَ (نَكَالًا) : مَفْعُولٌ ثَانٍ
الجدول في إعراب القرآن
[سورة البقرة (2) : آية 66]
فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (جعلنا) فعل وفاعل و (ها) ضمير في محل نصب مفعول به أوّل ويعود إلى العقوبة (نكالا) مفعول به ثان منصوب (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نكالا) ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى و (ها) ضمير مضاف اليه (الواو) عاطفة (ما) موصول معطوف على الأول (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (ها) ضمير مضاف إليه (موعظة) معطوف بالواو على (نكالا) منصوب مثله (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (موعظة) .
جملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة.
الصرف:
(نكالا) ، اسم لما نكلت به غيرك أي عاقبته، أو اسم لما يجعل عبرة للآخرين أو منعا لهم، وزنه فعال بفتح الفاء.
(بين) اسم بمعنى وسط، ظرف مكان وقد يدخله ما الحرف المصدريّ الظرفي: بينما، أو تدخله الألف عوض من ما: بينا.
(يديها) ، مثنّى يد، وفيه حذف اللام، أصله يدو لأن الواو تعود حين
النسب يدوي. وانظر الآية (79) من هذه السورة.
(موعظة) ، مصدر ميميّ من وعظ يعظ باب ضرب، وزنه مفعلة بكسر العين، والتاء للمبالغة.
النحاس
{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً..} [66]
مفعول ثان {لِّمَا بَيْنَ} ظرف {وَمَا خَلْفَهَا} عطف {وَمَوْعِظَةً} عطف على "نَكَالاً" {لِّلْمُتَّقِينَ} خفض باللام.
دعاس
فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
«فَجَعَلْناها» العقوبة الآنفة الذكر. «نَكالًا» عبرة. «لِما بَيْنَ يَدَيْها» لمن عاشها. «ما خَلْفَها» ما جاء بعدها من الأمم.
«فَجَعَلْناها» فعل ماض وفاعل والهاء مفعول به أول. والجملة معطوفة. «نَكالًا» مفعول به ثان. «لِما» ما اسم موصول في محل جر باللام متعلقان بالمصدر نكال أو بصفة محذوفة له. «بَيْنَ» ظرف مكان متعلق بصلة الموصول المحذوفة. «يَدَيْها» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، وحذفت النون للإضافة والهاء في محل جر بالإضافة. «وَما» الواو عاطفة ما معطوفة على ما الأولى. «خَلْفَها» ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة. «وَمَوْعِظَةً» معطوف على نكالا. «لِلْمُتَّقِينَ» متعلقان بموعظة أو بمحذوف صفة لها.
مشكل إعراب القرآن للخراط
{ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا }
جملة "فجعلناها" مستأنفة لا محل لها. و "نكالا": مفعول ثانٍ. الجار "لما" متعلق بنعت لـ "نكالا".