وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة البقرة (2) : الآيات 63 الى 64]
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (64)

اللغة:
(الطُّورَ) : من جبال فلسطين ويطلق على كل جبل كما في القاموس.

الإعراب:
(وَإِذْ أَخَذْنا) تقدم اعراب نظائرها وجملة أخذنا في محل جر بإضافة الظرف إليها (مِيثاقَكُمْ) مفعول به (وَرَفَعْنا) عطف على أخذنا (فَوْقَكُمُ) الظرف متعلق برفعنا (الطُّورَ) مفعول به (خُذُوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة مقول قول محذوف أي قلنا: خذوا وجملة القول حالية والتقدير قائلين خذوا (ما) اسم موصول مفعول خذوا وجملة (آتَيْناكُمْ) لا محل لها من الإعراب لأنها صلة ما (بِقُوَّةٍ) الجار والمجرور في محل نصب حال والمعنى خذوا ما آتيناكم حال كونكم عازمين على الجد والعمل (وَاذْكُرُوا) عطف على خذوا (ما) اسم موصول مفعول اذكروا (فِيهِ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف لا محل له لأنه صلة الموصول (لَعَلَّكُمْ) لعل واسمها وجملة (تَتَّقُونَ) خبرها (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ) عطف يفيد التراخي إشعارا بأن هناك امتثالا للأمر ثم إعراضا عنه (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الجار والمجرور متعلقان بتوليتم (فَلَوْلا) الفاء عاطفة ولولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط (فَضْلُ اللَّهِ) مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود (عَلَيْكُمْ) جار ومجرور متعلقان بفضل (وَرَحْمَتُهُ) عطف على فضل (لَكُنْتُمْ) اللام واقعة في جواب لولا وكان واسمها (مِنَ الْخاسِرِينَ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كنتم والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.

الفوائد:
(لولا) حرف امتناع لوجود وتختصّ بالجملة الاسمية والاسم الواقع بعدها مبتدأ خبره واجب الحذف لدلالة الكلام عليه وسدّ جواب لولا مسده في حصول الفائدة وحكم اللام في جوابها أن الكلام إن كان مثبتا فالكثير دخول اللام كما في هذه الآية ونظائرها وإن كان منفيا فإن كان حرف النفي ما فالكثير فيه حذف اللام ويقلّ الإتيان بها. قال المتنبي:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرا وحنا سبلا
وإن كان حرف النفي غير ما فترك اللام واجب.
قال عمر بن أبي ربيعة:
عوجي علينا ربة الهودج ... لو لاك في ذا العام لم أحجج
لئلا يتوالى لامان ومثل لولا في جميع أحكامها لو ما.

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَوْقَكُمُ) : ظَرْفٌ لِرَفَعْنَا. وَيَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الطُّورِ ; لِأَنَّ التَّقْدِيرَ يَصِيرُ رَفَعْنَا الطُّورَ عَالِيًا، وَقَدِ اسْتُفِيدَ هَذَا مِنْ رَفَعْنَا، وَلِأَنَّ الْجَبَلَ لَمْ يَكُنْ فَوْقَهُمْ وَقْتَ الرَّفْعِ، وَإِنَّمَا صَارَ فَوْقَهُمْ بِالرَّفْعِ. (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ) : التَّقْدِيرُ: وَقُلْنَا خُذُوا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْقَوْلُ الْمَحْذُوفُ حَالًا، وَالتَّقْدِيرُ: رَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ قَائِلِينَ خُذُوا.
(بِقُوَّةٍ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ الْمُقَدَّرَةِ، وَالتَّقْدِيرُ: خُذُوا الَّذِي آتَيْنَاكُمُوهُ عَازِمِينَ عَلَى الْجِدِّ فِي الْعَمَلِ بِهِ ; وَصَاحِبُ الْحَالِ الْوَاوُ فِي خُذُوا
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ الْمَحْذُوفِ، وَالتَّقْدِيرُ: خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمُوهُ، وَفِيهِ الشِّدَّةُ وَالتَّشَدُّدُ فِي الْوَصِيَّةِ بِالْعَمَلِ بِهِ.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة البقرة (2) : آية 63]
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذ) اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أخذ) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (ميثاق) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (رفعنا) مثل أخذنا (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (رفعنا) و (كم) مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل أخذنا و (كم) مفعول به، والمفعول الثاني محذوف أي آتيناكموه (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آتيناكم أي متمتعين بقوة (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل خذوا (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير متّصل في محل نصب اسم لعل (تتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: «رفعنا..» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
وجملة: «خذوا ... » في محل نصب مقول القول لقول محذوف ، والجملة المقدّرة في موضع الحال.
وجملة: «آتيناكم» لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «اذكروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا.
وجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الطور) ، اسم عام يطلق على كلّ جبل أو خاص يطلق على جبل بعينه، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(خذوا) ، فيه حذف الهمزة من أوّله تخفيفا، وزنه علوا بضمّ العين.
(قوّة) ، مصدر سماعيّ لفعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وقد أدغمت عينه ولامه بعد القلب، وأصله قوية، اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو الى ياء فقيل قيّة بضمّ القاف ولمجيء الياء الأولى ساكنة وقبلها مضموم قلبت واوا ولحقت بها الياء الساكنة لمناسبة التضعيف، فقيل قوّة.

النحاس

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ..} [63] قال الأخفش: أي واذكروا {إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم} أي فقلنا خذوا ما آتيناكم. {فلولا فَضْلُ اللهِ} [64] رفع بالابتداء عند سيبويه والخبر محذوف لا يجوز عنده اظهاره لان العرب استغنت عن اظهاره بأنهم اذا أرادوا ذلك جاءوا بأنّ فاذا جاءوا بها لم يحذفوا الخبر، والتقدير فلولا فضلُ اللهِ تَداركَكُم {ورَحمتُهُ} عطف على فضل {لكُنتُم} جواب لولا {مِنَ الخَاسِرِينَ} خبر كنتم.

دعاس

وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)
«وَإِذْ أَخَذْنا» الجملة في محل جر بالإضافة. «مِيثاقَكُمْ» مفعول به. «وَرَفَعْنا» الجملة معطوفة على جملة أخذنا. «فَوْقَكُمُ» مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل قبله. «الطُّورَ» مفعول به. «خُذُوا» فعل أمر مبني على حذف النون ، الواو واو الجماعة فاعل ، والجملة مقول لقول محذوف. وجملة القول المحذوف حالية والتقدير قائلين لهم خذوا. «ما آتَيْناكُمْ» ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
«آتَيْناكُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به. والجملة صلة الموصول لا محل لها. والعائد محذوف والتقدير ما آتيناكموه. «بِقُوَّةٍ» متعلقان بحال محذوفة والتقدير خذوا ما آتيناكم حاملين بقوة. «وَاذْكُرُوا» معطوفة على خذوا. «ما فِيهِ» ما اسم موصول مفعول به. وفيه متعلقان بمحذوف صلة ما التقدير الذي ذكر فيه.
«لَعَلَّكُمْ» لعل واسمها. «تَتَّقُونَ» الجملة خبر لعل.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } "إذ" اسم ظرفي معطوف على "إذ" المتقدمة. جملة "خذوا" مقول القول، والقول المضمر حال من فاعل "رفعنا"، والتقدير: ورفعنا الطور قائلين لكم: خذوا. الجار "بقوة" متعلق بحال من فاعل "خذوا" أي: ملتبسين. وجملة "لعلكم تتقون" مستأنفة.