وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ
ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ
مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ
إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة البقرة (2) : آية 57]
وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
اللغة:
(الغمام) : السحاب الأبيض.
(وَظَلَّلْنا) جعلناه يظلّلكم.
(الْمَنَّ) : نبات خاص يستعمل طعاما ويسمى الترنجبين.
(السَّلْوى) : طير معروف يسمى السمانى بضم السين وفتح النون بعدها ألف مقصورة ويعرف في بلاد الشام بالفرّي.
الإعراب:
(وَظَلَّلْنا) الواو عاطفة وظللنا فعل وفاعل (عَلَيْكُمُ) جار ومجرور متعلقان بظللنا (الْغَمامَ) مفعول به وهذه الجملة متصلة بما قبلها في سياق الذكرى منفصلة عنها في الوقوع فإن التظليل استمر إلى دخولهم أرض الميعاد ولولا أن ساق الله إليهم الغمام يظلّلهم في التّيه لسفعتهم الشمس ولفحت وجوههم ولا معنى لوصف الغمام بالرقيق كما قال كثير من المفسرين بل السياق يقتضي كثافته إذ لا يحصل الظل الظليل الذي يفيده حرف التظليل إلا بحساب كثيف يمنع حر الشمس ووهجها (وَأَنْزَلْنا) عطف على وظلّلنا (عَلَيْكُمُ) جار ومجرور متعلقان بأنزلنا (الْمَنَّ) مفعول به (وَالسَّلْوى) عطف على المن (كُلُوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل وجملة كلوا في محل نصب مقول القول أي وقلنا: كلوا (مِنْ طَيِّباتِ) جار ومجرور متعلقان بكلوا (ما) اسم موصول في محل جر بالاضافة (رَزَقْناكُمْ) فعل وفاعل ومفعول
والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول (وَما) الواو حرف عطف وما نافية (ظَلَمُونا) فعل وفاعل ومفعول والجملة معطوفة على محذوف يقتضيه سياق الكلام والتقدير فظلموا أنفسهم بكفران تلك النعمة السابغة (وَلكِنْ) الواو حالية ولكن حرف استدراك أهمل لتخفيف نونه (كانُوا) كان واسمها (أَنْفُسَهُمْ) مفعول به مقدّم ليظلمون (يَظْلِمُونَ) فعل مضارع والواو فاعل والجملة الفعلية خبر كانوا وجملة لكن وما في حيزها في محل نصب على الحال.
التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ) : أَيْ جَعَلْنَاهُ ظُلًّا، وَلَيْسَ كَقَوْلِكَ: ظَلَّلْتُ زَيْدًا بِظِلٍّ ; لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى أَنْ يَكُونَ الْغَمَامُ مَسْتُورًا بِظِلٍّ آخَرَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ بِالْغَمَامِ، وَ (الْغَمَامَ) : جَمْعُ غَمَامَةٍ، وَالصَّحِيحُ أَنْ يُقَالَ هُوَ جِنْسٌ، فَإِذَا أَرَدْتَ الْوَاحِدَ زِدْتَ عَلَيْهِ التَّاءَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) : جِنْسَانِ: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ) : «مِنْ» هُنَا لِلتَّبْعِيضِ أَوْ لِبَيَانِ الْجِنْسِ وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ وَالتَّقْدِيرُ: كُلُوا شَيْئًا مِنْ طَيِّبَاتٍ. (أَنْفُسَهُمْ) : مَفْعُولُ يَظْلِمُونَ، وَقَدْ أَوْقَعَ أَفْعُلًا، وَهُوَ مِنْ جُمُوعِ الْقِلَّةِ مَوْضِعَ جَمْعِ الْكَثْرَةِ.
الجدول في إعراب القرآن
[سورة البقرة (2) : آية 57]
وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
الإعراب:
(الواو) ، عاطفة (ظلّلنا) مثل بعثنا في الآية السابقة (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلّلنا) ، (الغمام) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أنزلنا) مثل بعثنا و (عليكم) سبق إعرابه متعلّق ب (أنزلنا) ، (المنّ) مفعول به منصوب (السلوى) معطوف بالواو على المنّ منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
(كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلق ب (كلوا) ، (ما) اسم موصول ، في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) مثل بعثنا و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (ظلمونا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ..
والواو اسم كان (أنفس) مفعول به مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: ظلّلنا.. لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثناكم في الآية السابقة.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلّلنا.
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قلنا.
وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ما ظلمونا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لكن كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمونا.
وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(المنّ) ، اسم جنس من النبات أو الحلوى، جاء في المعجم: هو الذي أنزله الله بأعجوبه في البرية على بني إسرائيل، وزنه فعل بفتح فسكون.
(كلوا) ، فيه تغيير بالحذف، حذفت منه الهمزة على غير القياس، وزنه علوا.
(طيّبات) ، جمع طيّب صفة مشبّهة من فعل طاب يطيب، وزنه فيعل، وقد أدغمت الياءان معا.
(السلوى) ، اسم جنس لطير السماني، أو هو نوع منه، ووزن السلوى فعلى بفتح فسكون.
النحاس
لم يرد في المرجع اعراب للآية رقم ( 57 ) من سورة ( البقرة )
دعاس
وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
«ظَلَّلْنا» جعلناه يظل. «الْغَمامَ» السحاب. «الْمَنَّ» نوع من النبات يستعمل طعاما. «السَّلْوى » نوع من الطير. «حِطَّةٌ» لتغفر لنا.
«وَظَلَّلْنا» الواو عاطفة ، ظللنا فعل ماض ونا فاعل. «عَلَيْكُمُ» جار ومجرور متعلقان بظللنا. «الْغَمامَ» مفعول به والجملة معطوفة. «وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى » مثل الجملة السابقة لها وهي معطوفة عليها. «كُلُوا» فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل ، والجملة مفعول به لفعل قلنا المحذوف.
«مِنْ طَيِّباتِ» متعلقان بالفعل كلوا. «ما» اسم موصول في محل جر بالإضافة. «رَزَقْناكُمْ» فعل ماض وفاعل ومفعول به ، والجملة لا محل لها صلة الموصول. وجملة قلنا المحذوفة معطوفة. «وَما ظَلَمُونا» ما نافية ظلموا فعل ماض وفاعل ونا مفعول به والجملة معطوفة على المحذوف فظلموا أنفسهم وما ظلمونا. «وَلكِنْ» الواو حالية لكن حرف استدراك. «كانُوا» فعل ماض ناقص والواو اسمها.
«أَنْفُسَهُمْ» مفعول به مقدم ليظلمون. «يَظْلِمُونَ» فعل مضارع وفاعل والجملة خبر كانوا. وجملة كانوا حالية.
مشكل إعراب القرآن للخراط
{ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
جملة "كلوا" مقول القول لقول مقدر أي: وقلنا لهم: كلوا، وجملة المقدر معطوفة على جملة "أنزلنا". "ما" اسم موصول مضاف إليه. جملة "وما ظلمونا" معطوفة على جملة مقدرة مستأنفة أي: فكفروا هذه النعم وما، وجملة "ولكن كانوا" معطوفة على جملة "ما ظلمونا". "أنفسهم" مفعول "يظلمون". وجملة "يظلمون" في محل نصب خبر كان. و "كُلوا" أمر من أكل، على وزن عُلوا. الأصل اؤكلوا حذفت الهمزة على غير قياس، ولما حذفت استغني عن همزة الوصل لزوال الهمزة الساكنة، ثم أسند إلى واو الجماعة.