كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة البقرة (2) : الآيات 28 الى 29]
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) اللغة:
(اسْتَوى) : اعتدل واستقام وانتصب كالسهم المرسل.
(فَسَوَّاهُنَّ) : خلقهنّ أو صيرهنّ.

الإعراب:
(كَيْفَ) : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الحال ومعنى الاستفهام هنا: التوبيخ (تَكْفُرُونَ) : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل (بِاللَّهِ) الجار والمجرور متعلقان بتكفرون (وَكُنْتُمْ) : الواو. حالية وقد مقدرة بعدها على القاعدة المقررة وهي إن الفعل الماضي إذا وقع جملة حالية فلا بد من قد ظاهرة أو مقدرة وكان واسمها (أَمْواتاً) خبر كان المنصوب والجملة الفعلية في محل نصب على الحال (فَأَحْياكُمْ) الفاء حرف عطف وأحيا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والكاف مفعول به (ثُمَّ) حرف عطف للترتيب مع التراخي (يُمِيتُكُمْ) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على الله (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) عطف أيضا وإنما عطف بثم للتراخي الممتدّ بين الحالين (ثُمَّ) حرف عطف أيضا (إِلَيْهِ) جار ومجرور متعلقان بترجعون (تُرْجَعُونَ) فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة معطوفة (هُوَ) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (الَّذِي) اسم موصول في محل رفع خبر (خَلَقَ) فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر تقديره هو (لَكُمْ) جار ومجرور متعلقان بخلق (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به (فِي الْأَرْضِ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف لا محل له من الإعراب لأنه صلة الموصول (جَمِيعاً) حال من المفعول به الذي هو ما خلافا لمن أعربه من المفسرين توكيدا لما ولو كان ذلك لقيل جميعه (ثُمَّ) حرف عطف للترتيب مع التراخي (اسْتَوى) فعل ماض معطوف على خلق (إِلَى السَّماءِ) جار ومجرور متعلقان باستوى (فَسَوَّاهُنَّ) الفاء حرف عطف وسوى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به (سَبْعَ سَماواتٍ) حال إذا كانت سوّى بمعنى الخلق المجرد لأنه دل على العدد المجرد ومثله قوله تعالى: «فتمّ ميقات ربه أربعين ليلة» أو على البدلية من الضمير في فسواهن، وإذا كانت سوّى بمعنى صيّر كانت مفعولا ثانيا وأنكر أبو حيان هذا الإعراب ولا مسوغ لانكاره (وَهُوَ) الواو استئنافية وهو مبتدأ (بِكُلِّ شَيْءٍ) الجار والمجرور متعلقان بعليم (عَلِيمٌ) خبر هو.

الفوائد:
كيف: اسم مبني على الفتح وأكثر ما تستعمل استفهاما ومحلها من الإعراب إما خبر لما بعدها إن وقعت قبل ما لا يستغنى عنها نحو:
كيف أنت؟ وكيف كنت، وإما مفعول ثان لظن وأخواتها نحو: كيف تظن الأمر وإما نصب على الحال مما بعدها إذا وقعت قبل ما يستغني عنها نحو. كيف جاء أخوك؟ أي على أية حال جاء؟ وإما نصب على المفعولية المطلقة نحو «ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل» .

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ) : كَيْفَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، وَالْعَامِلُ فِي
تَكْفُرُونَ ; وَصَاحِبُ الْحَالِ الضَّمِيرُ فِي «تَكْفُرُونَ» ، وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَ (تَكْفُرُونَ) : يَتَعَدَّى بِحَرْفِ الْجَرِّ، وَقَدْ عُدِّيَ بِنَفْسِهِ فِي قَوْلِهِ: (أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ) : وَذَلِكَ حُمِلَ عَلَى الْمَعْنَى، إِذِ الْمَعْنَى جَحَدُوا. (وَكُنْتُمْ) : «قَدْ» مَعَهُ مُضْمَرَةٌ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ.
(ثُمَّ إِلَيْهِ) : الْهَاءُ ضَمِيرُ اسْمِ اللَّهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ضَمِيرَ الْإِحْيَاءِ الْمَدْلُولَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: فَأَحْيَاكُمْ.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة البقرة (2) : آية 28]
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
الإعراب:
(كيف) اسم استفهام للتعجّب مبنيّ في محلّ نصب حال من الواو في (تكفرون) ، وهو العامل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل (بالله) جار ومجرور متعلّق ب (تكفرون) ، (الواو) حاليّة (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (أمواتا) خبر كان منصوب (الفاء) عاطفة (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ثمّ) حرف عطف في المواضع الثلاثة (يميت) مضارع مرفوع (كم) مفعول به والفاعل هو (يحييكم) مثل يميتكم ... (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل.
جملة: «تكفرون بالله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كنتم أمواتا» في محلّ نصب حال مع تقدير (قد) .
وجملة: «أحياكم» في محل نصب معطوفة على جملة كنتم أمواتا.
وجملة: «يميتكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة أحياكم.
وجملة: «يحييكم» في محل نصب معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: «ترجعون» في محل نصب معطوفة على جملة يحييكم.
الصرف:
(كيف) اسم مبهم، مبنيّ على الفتح، قد يأتي للاستفهام وقد يأتي للشرط، وزنه فعل بفتح فسكون ثم البناء على الفتح.
(أحياكم) ، الألف في (أحيا) تكتب طويلة ولو لم يتّصل به ضمير النصب أو غيره، ذلك لأن الألف سبقت بياء، ولولا الياء لرسمت قصيرة برسم الياء غير المنقوطة لأنها رابعة.
(أمواتا) ، جمع ميّت وزنه فيعل فيه إعلال بالقلب، أصله ميوت لأن ألفه واو، مصدره الموت. فلمّا اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى فأصبح (ميّت) ، جمعه أموات وزنه أفعال.

النحاس

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ} [28] "كيف" اسم في موضع نصب هي مبنية على الفتح. وكان سبيلها أن تكونَ ساكنة لان فيها موضع الاستفهام فأشْبَهَتِ الحروف واختير لها الفتح من أجل الياء {تَكْفُرُونَ} فعل مستقبل {بِٱللَّهِ} خفض بالباء {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً} التقدير وقد كنتم أمواتاً ثم حذِفَتْ قَد {أَمْوَاتاً} خبر كنتم {فَأَحْيَاكُمْ} الكاف والميم في موضع نصب بالفعل وكذا {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} فعل مستقبل.

دعاس

كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
«كَيْفَ» اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال. «تَكْفُرُونَ» فعل مضارع والواو فاعل.
و الجملة مستأنفة. «بِاللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بالباء ومتعلقان بتكفرون. «وَكُنْتُمْ» الواو حالية ، وقد مقدرة قبل الفعل الماضي كنتم وهو فعل ماض ناقص والتاء اسمها ، والميم للجمع «أَمْواتاً» خبرها.
و الجملة في محل نصب حال. «فَأَحْياكُمْ» الفاء حرف عطف ، أحياكم فعل ماض ومفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. «ثُمَّ» حرف عطف. «يُمِيتُكُمْ» فعل مضارع ومفعول به والفاعل هو. «ثُمَّ» حرف عطف. «يُحْيِيكُمْ» فعل مضارع ومفعوله والميم للجمع وفاعله مستتر. «ثُمَّ» حرف عطف.
«إِلَيْهِ» متعلقان بالفعل بعده «تُرْجَعُونَ» والجملة معطوفة.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } جملة "تكفرون" مستأنفة. "كيف" اسم استفهام حال من الواو في "تكفرون"، وجملة "وكنتم" حالية، وجملة "تُرْجَعون" معطوفة على جملة "يُحْييكم" في محل نصب.