فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة البقرة (2) : الآيات 249 الى 252]
فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ (251) تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)

اللغة:
(فَصَلَ) بمعنى انفصل، فهو لازم ويكون متعديا، فيكون مفعوله محذوفا. وفصل العسكر عن البلد فصولا.
(غُرْفَةً) بضم الغين بمعنى مفعول، ويجوز فتح الغين على أنه مصدر مرة، وقد قرىء بها أيضا.

الإعراب:
(فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ) الفاء عاطفة على جمل محذوفة تقدر بحسب ما يقتضيه سياق الكلام، والتقدير فأقروا بملكه وتنادوا إلى الجهاد، فلما.....، ولما ظرفية حينية فهي اسم أو رابطة، فهي حرف متضمنة معنى الشرط على كل حال، وجملة فصل طالوت بالجنود في محل جر بالإضافة إن كانت ظرفا، وبالجنود متعلقان بفصل أو بمحذوف حال أي والجنود مصاحبوه (قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ) الجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وإن واسمها ومبتليكم خبرها والجار والمجرور متعلقان بمبتليكم والجملة الاسمية مقول القول (فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي) الفاء الفصيحة ومن اسم شرط جازم مبتدأ وشرب فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره هو، ومنه جار ومجرور متعلقان بشرب والفاء رابطة لجواب الشرط وليس فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره هو ومني جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة بعد الفاء في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر من (وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) الواو عاطفة ومن شرطية مبتدأ ولم حرف نفي وقلب وجزم ويطعمه فعل مضارع مجزوم بلم والفاء رابطة وان واسمها ومني جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة بعد الفاء في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر من (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ) إلا أداة استثناء ومن اسم موصول في محل نصب على الاستثناء من قوله: فمن شرب منه، وفصل بينهما بالجملة الثانية للعناية بمحتواها، وجملة اغترف لا محل لها لأنها صلة وغرفة مفعول به أو مفعول مطلق إذا اعتبرنا غرفة مصدر مرة، وبيده متعلقان بمحذوف صفة لغرفة (فَشَرِبُوا مِنْهُ) الفاء الفصيحة وشربوا فعل وفاعل ومنه متعلقان بشربوا (إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) إلا أداة استثناء وقليلا مستثنى من قوله: فشربوا منه، ومنهم متعلقان بمحذوف صفة ل «قليلا» (فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) الفاء عاطفة أو استئنافية ولما ظرفية حينية أو رابطة حرفية متضمنة معنى الشرط على كل حال، وجملة جاوزه في محل جر بالإضافة إذا اعتبرنا «لما» ظرفية أو لا محل لها من الإعراب، وهو ضمير منفصل تأكيد للضمير المستكنّ في «جاوزه» والذين عطف على «هو» وجملة آمنوا صلة الموصول ومعه ظرف مكان متعلق بجاوزه، والمعنى: فلما جاوزه وجاوز معه الذين آمنوا وهم الذين اقتصروا على الغرفة، أو الذين لم يذوقوا الماء أصلا للإشارة الى الحكمة من الابتلاء، وهي أن يرجع المتزلزل منهم قبل لقاء العدو، لأن المتزلزلين إذا ظلوا فيهم ثم هربوا لكان ذلك سببا لتخاذل الجنود، وما أعجب أساليب القرآن!! (قالُوا) فعل وفاعل (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) الجملة في محل نصب مقول القول، ولا نافية للجنس، وطاقة اسمها، ولنا جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها، واليوم ظرف متعلق بما تعلق به الخبر، وهو «لنا» وكذلك قوله بجالوت. ولا يجوز تعليق واحد من هذه الظروف ب «طاقة» لئلا يلزم تنوينه، إذ يصبح شبيها بالمضاف، ولم يقرأ به أحد. على أنه يجوز تفاديا لتعليق الثلاثة بمتعلق واحد أن يعلق واحد منها بمحذوف حال، فيكون بمثابة التبيين لانتفاء الطاقة (قالَ الَّذِينَ) فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم (يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ) جملة يظنون لا محل لها لأنها صلة الذين والواو فاعل، وأن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي يظنون، والله مضاف لقوله «ملاقوا» (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ) كم خبرية في محل رفع مبتدأ ومن فئة تميز كم الخبرية، وقد تقدم القول فيها وقليلة صفة لفئة وجملة (غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) خبر ل «كم» وجملة كم وما في حيزها في محل نصب مقول القول (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الواو استئنافية والله مبتدأ ومع ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر والصابرين مضاف إليه (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) الواو استئنافية ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط وقد تقدم إعرابها، والجار والمجرور متعلقان ببرزوا، وجنوده عطف على جالوت (قالُوا) الجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) ربنا منادى مضاف محذوف منه حرف النداء وأفرغ فعل أمر معناه هنا الدعاء، وعلينا جار ومجرور متعلقان بأفرغ
وصبرا مفعول به والجملة مقول القول (وَثَبِّتْ أَقْدامَنا) عطف على جملة أفرغ، (وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) عطف أيضا (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ) لك أن تجعل الفاء عاطفة على جمل محذوفة يقتضيها سياق الكلام، أي فنشبت المعركة والتحم الجيشان فهزموهم. ولك أن تجعلها فصيحة أي إذا شئت أن تعرف ماذا أسفرت عنه المعركة فقد هزموهم وهزموهم فعل وفاعل ومفعول به (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ) الواو عاطفة وفعل وفاعل ومفعول به (وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ) الواو عاطفة وآتاه فعل ماض والهاء مفعول به أول والله فاعل والملك مفعول به ثان والحكمة عطف على الملك (وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) عطف على «آتاه» ومما متعلقان بعلمه وجملة يشاء صلة والمفعول به محذوف، لأن الصناعات التي تعلمها داود كثيرة منها صناعة الحديد، وقد لان في يده وفهم منطق الطير والبهائم (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ) الواو استئنافية ولولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط ودفع مبتدأ محذوف الخبر تقديره موجود ولفظ الجلالة مضاف إليه والناس مفعول به للمصدر (بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) بعضهم بدل من الناس والجار والمجرور متعلقان بدفع (لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) اللام واقعة في جواب لولا وجملة فسدت الأرض لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم، والمعنى امتنع فساد الأرض لوجود دفع الله الناس بعضهم ببعض. وهذا مشاهد معاين (وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) الواو استئنافية ولكن واسمها وذو فضل خبرها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لفضل (تِلْكَ آياتُ اللَّهِ) مبتدأ وخبر والجملة مفسرة (نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ) والجملة في محل نصب حال، ولك أن تجعل آيات الله بدلا من اسم الإشارة، وجملة نتلوها هي الخبر والأول أمكن. وعليك جار ومجرور متعلقان بنتلوها وبالحق متعلقان بمحذوف حال أي مؤيدة بالحق مدعومة باليقين الذي لا يتسرب إليه الشك (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الواو عاطفة وإن واسمها واللام المزحلقة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إنك.

لمحة تاريخية أدبية:
قلنا في مستهل هذه الآيات: إننا سنشير الى حادثة أدبية تاريخية تتعلق بيوشع خليفة موسى عليهما السلام، وبرا بالوعد نقول: لما قاتل يوشع الجبارين كان اليوم يوم الجمعة، فلما جنحت الشمس إلى المغيب خاف أن تغيب عنهم قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحلّ له قتالهم، فدعا الله تعالى فردّ له الشمس حتى فرغ من قتالهم، وقد انتهز أبو تمّام الطائي هذه الرواية الشعرية المجنّحة فصاغ منها معنى مبتكرا في الشعر يسمى التلميح، وهو أن يشير الشاعر في بيته أو الناثر في كتابته الى قصة معلومة على جهة التمثيل، وأحسنه فقال:
لحقنا بأخراهم وقد حوّم الهوى ... قلوبا عهدنا طيرها وهي وقّع
فردّت علينا الشّمس والليل راغم ... بشمس لها من جانب الخدر مطلع
نضا ضوءها صبغ الدّجنّة وانطوى ... لبهجتها ثوب السماء المجزّع فو الله ما أدري أأحلام نائم ... ألمّت بنا أم كان في الرّكب يوشع
وقد رمق شوقي في العصر الحديث هذه السماء العالية، وقال في مطلع قصيدة رثى بها الزعيم المصري سعد زغلول:
شيّعوا الشمس ومالوا بضحاها ... وانحنى الركب عليها فبكاها
ليتني في الرّكب لمّا أفلت ... يوشع همّت فنادى فثناها
ولكن التكلف ظاهر في مقام الرثاء، وذلك لا يتلاءم مع حرارة العاطفة المحتدمة.

لمحة تاريخية ثانية:
كانت هذه القصة مصدرا خصبا للإنتاج والتصوير، فقد طلب جالوت زعيم الجبارين قوم يوشع للمبارزة فهابوه وامتنعوا، لأنه كان جبارا عظيما كبير الجسم جدا، ولكن داود وكان صغيرا لم يبلغ الحلم يرعى الغنم برز له بمقلاعه الشهير فرماه بحجر، في قصة شائقة، فقتله ثم استقل بالملك. وهكذا تبرز العنصرية في بني إسرائيل منذ فجر التاريخ حتى اليوم.

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِالْجُنُودِ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَيْ فَصَلَ وَمَعَهُ الْجُنُودُ.
وَالْيَاءُ فِي (مُبْتَلِيكُمْ) بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ ; لِأَنَّهُ مِنْ بَلَاهُ يَبْلُوهُ.
وَ (بِنَهَرٍ) : بِفَتْحِ الْهَاءِ وَإِسْكَانِهَا لُغَتَانِ، وَالْمَشْهُورُ فِي الْقِرَاءَةِ فَتَحُهَا، وَقَرَأَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ بِإِسْكَانِهَا، وَأَصْلُ النَّهْرِ وَالنَّهَارِ الِاتِّسَاعُ، وَمِنْهُ أَنْهَرَ الدَّمَ.
(إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ) : اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْجِنْسِ، وَمَوْضِعُهُ نَصْبٌ، وَأَنْتَ بِالْخِيَارِ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ اسْتِثْنَاءً مِنْ «مَنِ» الْأُولَى، وَإِنْ شِئْتَ مِنْ «مَنِ» الثَّانِيَةِ، وَاغْتَرَفَ مُتَعَدٍّ.
وَ (غُرْفَةً) : بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَضَمِّهَا، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا، وَهُمَا لُغَتَانِ وَعَلَى هَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْغُرْفَةُ مَصْدَرًا، وَأَنْ تَكُونَ الْمَغْرُوفَ. وَقِيلَ: الْغَرْفَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، وَبِالضَّمِّ قَدْرُ مَا تَحْمِلُهُ الْيَدُ.
وَ (بِيَدِهِ) : يَتَعَلَّقُ بِاغْتَرَفَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِلْغُرْفَةِ فَيَتَعَلَّقُ بِالْمَحْذُوفِ.
(إِلَّا قَلِيلًا) : مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ مِنَ الْمُوجَبِ.
وَقَدْ قُرِئَ فِي الشَّاذِّ بِالرَّفْعِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا وَجْهَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ» وَعَيْنُ الطَّاقَةِ وَاوٌ ; لِأَنَّهُ مِنَ الطَّوْقِ وَهُوَ الْقُدْرَةُ. تَقُولُ طَوَّقْتُهُ الْأَمْرَ.
وَخَبَرُ لَا (لَنَا) ; وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَعْمَلَ فِي (الْيَوْمَ) وَلَا فِي «بِجَالُوتَ» الطَّاقَةُ إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَنُوِّنَتْ ; بَلِ الْعَامِلُ فِيهِمَا الِاسْتِقْرَارُ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ بِجَالُوتَ فَيَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ.
وَ (لَنَا) : تَبْيِينٌ أَوْ صِفَةٌ لِطَاقَةٍ، وَالْيَوْمَ يَعْمَلُ فِيهِ الِاسْتِقْرَارُ.
وَجَالُوتُ مِثْلُ طَالُوتَ. (كَمْ مِنْ فِئَةٍ) : كَمْ هُنَا خَبَرِيَّةٌ، وَمَوْضِعُهَا رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ. وَ (غَلَبَتْ) : خَبَرُهَا وَمَنْ زَائِدَةٌ. وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةً لِكَمْ، كَمَا تَقُولُ: عِنْدِي مِائَةٌ مِنْ دِرْهَمٍ وَدِينَارٍ، وَأَصْلُ فِئَةٍ فَيْئَةٌ ; لِأَنَّهُ مِنْ فَاءَ يَفِيءُ إِذَا رَجَعَ ; فَالْمَحْذُوفُ عَيْنُهَا. وَقِيلَ: أَصْلُهَا فَيُؤَةٌ ; لِأَنَّهَا مِنْ فَأَوْتُ رَأْسَهُ إِذَا كَسَرْتُهُ، فَالْفِئَةُ قِطْعَةٌ مِنَ النَّاسِ.
(بِإِذْنِ اللَّهِ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ. وَالتَّقْدِيرُ: بِإِذْنِ اللَّهِ لَهُمْ ; وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهَا مَفْعُولًا بِهِ.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة البقرة (2) : آية 249]
فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة أو عاطفة (لمّا) ظرفية حينيّة تتضمن معنى الشرط متعلّقة ب (قال) ، (فصل) فعل ماض (طالوت) فاعل مرفوع (بالجنود) جار ومجرور متعلّق ب (فصل) بتضمينه معنى سار ، (قال) مثل فصل والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (مبتلي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير مضاف إليه (بنهر) جارّ ومجرور متعلّق بمبتليكم، (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شرب) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (شرب) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ليس) فعل ماض ناقص جامد واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من، (منّي) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر ليس (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (لم) حرف نفي (يطعم) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (الهاء) ضمير مفعول به (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير اسم إنّ (منّي) مثل منه متعلّق بمحذوف خبر إنّ (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء (اغترف) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (غرفة) مفعول به منصوب (بيد) جارّ ومجرور متعلّق ب (اغترف) ، أو بمحذوف نعت لغرفة، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.. (الفاء) استئنافيّة (شربوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (منه) مثل الأول متعلّق ب (شربوا) ، (الّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى ب (إلّا) منصوب (منهم) مثل منه متعلّق بمحذوف نعت ل (قليلا) وهو قيد لقليل. (الفاء) استئنافيّة (لمّا جاوز) مثل لمّا فصل و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع تأكيد لفاعل جاوز جاء لصحّة العطف (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على الضمير الفاعل لفعل جاوز (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (مع) ظرف مكان مفعول فيه منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه (قالوا) مثل شربوا (لا) نافية للجنس (طاقة) اسم لا مبنيّ على الفتح الظاهر في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لنا (بجالوت) جرّ ومجرور متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لنا، وعلامة الجرّ الفتحة عوضا من الكسرة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وفيه حذف مضاف أي بقتال جالوت (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على جالوت مجرور مثله و (الهاء) مضاف إليه (قال) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (يظنّون) مضارع مرفوع. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّهم ملاقو الله) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّون.
(كم) خبريّة كناية عن العدد، اسم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من فئة) جار ومجرور تمييز كم (قليلة) نعت لفئة مجرور مثله (غلب) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (فئة) مفعول به منصوب (كثيرة) نعت لفئة الثاني منصوب (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق ب (غلبت) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (مع) مثل السابق متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الصابرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «فصل طالوت» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ الله مبتليكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «من شرب» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: «شرب منه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة «ليس» منّي في محلّ جزم جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
وجملة: «من لم يطعمه» في محلّ نصب معطوفة على جملة من شرب ...
وجملة: «لم يطعمه» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: «إنّه منّي» في محلّ جزم جواب الشرط الثاني.
وجملة: «اغترف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «شربوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاوزه» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «لا طاقة لنا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال الذين يظنّون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يظنّون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «كم من فئة..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «غلبت فئة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كم) .
وجملة: «الله مع الصابرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة كم من فئة ... أو لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(جنود) جمع جنديّ، اسم لمن عمل في الجيش، وأصله صفة مشتقّة على وزن فعليّ بضم الفاء وسكون العين.
(مبتليكم) ، اسم فاعل من فعل ابتلى الخماسيّ بمعنى اختبر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
(نهر) ، يجوز في هائه الفتح والسكون، جمعه أنهر وأنهار ونهر بضمتين- ونهور بضمّ النون.
(غرفة) ، اسم بمعنى المغروف، جمعه غراف بكسر الغين، وكذلك الغرافة بضمّ الغين بمعنى الغرفة.
(جالوت) ، على زنة طالوت، لفظ أعجميّ ليس من اشتقاقات العربيّة .
(ملاقو) ، جمع ملاق، اسم فاعل من لاقى، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخرة (انظر الآية 46 من هذه السورة) .
(فئة) ، اسم جمع بمعنى الطائفة لا واحد له من لفظه، وفيه إعلال بالحذف، أصله فئية أو فئوة لأن مصدره فأى أو فأو، ثمّ حذفت لامه- حرف العلّة- تخفيفا، كما حذف من أخ وأب.. وأمة وزنة فعة.
(قليلة) ، صفة مشبّهة من قلّ اللازم، فهو من الباب الثاني باب ضرب (وانظر الآية 246) .
(كثيرة) ، مؤنّث كثير، صفة مشبّهة من كثر اللازم على وزن فعيل من باب كرم (انظر الآية 26) .
(الصبرين) ، جمع الصابر، اسم فاعل من صبر وزنه فاعل (وانظر الآية 153) .

النحاس

قرأ حميد بن قيس {.. إِنَّ ٱللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ..} [249] باسكان الهاء. وهي لغة إلا أن الكوفيين يقولون: ما كان ثانيه أو ثالثه حرفاً من حروف الحلق كان ذلك أن تسكّنه وأن تُحرِّكهُ نَحوُ نَهْز وسَمْع ولحْم فأما البصريون فَيَتبعُون في هذا اللغة السماع من العرب ولا يتجاوزون ذلك. {إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غَرْفَةً} "مَنْ" في موضع نصب بالاستثناء واختار أبو عُبَيْدٍ: {إِلاَّ مَنِ ٱغْتَرَفَ غُرْفَةً} بضم الغين قال: لأنه لم يُقَلْ: غَرَفَ وانما هو الماء بعينِهِ. قال أبو جعفر: الفتح في هذا أولَى لأن الغُرْفَةَ بالضم هي ملءُ الشيء يقع للقليل والكثير والغَرْفَةُ بالفتح المرة الواحدة وسياق الكلام يدلُّ على القليل فالفتح أشبهُ. فأما قول أبي عبيد أنه اختاره لأنه لم يُقَلْ: غَرفَ فمردود لأن غَرفَ واغترف بمعنى واحد {فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ} استثناء {فَلَمَّا جَاوَزَهُ} الهاء تعود على النهر "وهو" توكيد "وَٱلَّذِينَ" في موضع رفع عطف على المضمر في جاوزه ويقبح أن تعطف على المضمر المرفوع حتى تؤكِّده لأنه لا علامة له فكأنك عطفت على بعض الفعل فإذا وُكِّد به والتوكيد هو الموكَّد فكأنك جئت به مُنْفَصِلاً {قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا ٱلْيَوْمَ بِجَالُوتَ} طاقة وطوق اسمان بِمعنَى الأطاقة. {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ} لو حَذَفْتَ من لكان الاختيار الخفض لأنه خبر.

دعاس


فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
«فَلَمَّا» الفاء عاطفة لما ظرفية شرطية «فَصَلَ طالُوتُ» فعل ماض وفاعل «بِالْجُنُودِ» متعلقان بفصل والجملة في محل جر بالإضافة «قالَ» فعل ماض «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها و«مُبْتَلِيكُمْ» خبرها «بِنَهَرٍ» متعلقان باسم الفاعل مبتليكم والجملة مقول القول وجملة «قالَ ...» جواب شرط غير جازم لا محل لها. «فَمَنْ» الفاء الفصيحة من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ «شَرِبَ» فعل ماض وهو فعل الشرط والفاعل هو «مِنْهُ» متعلقان بشرب «فَلَيْسَ» الفاء واقعة في جواب الشرط ليس فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره : هو «مِنِّي» متعلقان بمحذوف خبر والجملة في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر للمبتدأ من «وَمَنْ» الواو عاطفة من شرطية مبتدأ «لَمْ» حرف جازم «يَطْعَمْهُ» فعل مضارع مجزوم ومفعوله وفاعله مستتر «فَإِنَّهُ» الفاء رابطة لجواب الشرط «إنه» إن واسمها. «مِنِّي» متعلقان بمحذوف خبر إن والجملة في محل جزم جواب الشرط. «إِلَّا» أداة استثناء «مَنْ» اسم موصول في محل نصب على الاستثناء «اغْتَرَفَ غُرْفَةً» فعل ماض ومفعول به «بِيَدِهِ» متعلقان باغترف والجملة صلة الموصول «فَشَرِبُوا» الفاء حرف عطف شربوا فعل ماض وفاعل «مِنْهُ» متعلقان بشربوا والجملة معطوفة «إِلَّا» أداة استثناء «قَلِيلًا» مستثنى منصوب «مِنْهُمْ» متعلقان بقليلا «فَلَمَّا» الفاء عاطفة لما ظرفية شرطية «جاوَزَهُ» فعل ماض ومفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على طالوت. «هُوَ» ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للفاعل المستتر في جاوزه «وَالَّذِينَ» اسم موصول معطوف على هو «آمَنُوا» فعل ماض وفاعل «مَعَهُ» متعلق بآمنوا وجملة آمنوا صلة الموصول «قالُوا» فعل ماض وفاعل والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها «لا طاقَةَ» لا نافية للجنس طاقة اسمها مبني على الفتح «لَنَا» متعلقان بخبر لا المحذوف «الْيَوْمَ» ظرف زمان متعلق بالخبر المحذوف «بِجالُوتَ» متعلقان بالخبر المحذوف مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة «وَجُنُودِهِ» عطف على جالوت «قالَ الَّذِينَ» فعل ماض وفاعل «يَظُنُّونَ» فعل مضارع وفاعل والجملة صلة «أَنَّهُمْ» أن واسمها «مُلاقُوا» خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للإضافة «اللَّهَ» لفظ الجلالة مضاف إليه. «كَمْ» خبرية للتكثير في محل رفع مبتدأ «مِنْ فِئَةٍ» من حرف زائد «فِئَةٍ» اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز «قَلِيلَةٍ» صفة «غَلَبَتْ» فعل ماض وفاعله هي «فِئَةٍ» مفعول به «كَثِيرَةً» صفة «بِإِذْنِ» متعلقان بغلبت «اللَّهَ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَاللَّهُ» الواو استئنافية اللّه لفظ الجلالة مبتدأ «مَعَ الصَّابِرِينَ» مع ظرف متعلق بمحذوف خبر «الصَّابِرِينَ» مضاف إليه وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي يظنون.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ } جملة "فلما فصل" مستأنفة. "لمَّا": حرف وجوب لوجوب. جملة "فمن شرب" معطوفة على مقول القول. وقوله "إلا من اغترف غرفة": "من" اسم موصول مستثنى متصل من قوله "فمن شرب منه فليس مني"، و "غُرفَة" مفعول به، وهي فُعلة بمعنى مفعول. و "قليلا" منصوب على الاستثناء المتصل من الواو في "شربوا". والضمير "هو" تأكيد للضمير المستتر في "جاوز". والمصدر "أنهم ملاقو الله" سدَّ مسدَّ مفعولَيْ ظنَّ. "كم" خبرية في محل رفع مبتدأ، والجار "من فئة" متعلق بصفة لـ "كم". وجملة "غلبت" في محل رفع خبر "كم".