أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيّٖ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة البقرة (2) : آية 246]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
(الْمَلَإِ) : من القوم: وجوههم وأشرافهم، وهو اسم للجماعة، لا واحد له من لفظه. سموا بذلك لأنهم يملئون القلوب والعيون حسنا وبهاء، والجمع أملاء، مثل سبب وأسباب، قال:
وقال لها الأملاء من كل معشر ... وخير أقاويل الرّجال سديدها
ويقال: هو مليء ومليّ: أي غنيّ مقتدر.

الإعراب:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) الهمزة للاستفهام التقريري، والكلام مستأنف مسوق لتقرير قصة حافلة بالعبر كما سيأتي، ولم حرف نفي وقلب وجزم، و «تر» فعل مضارع مجزوم بلم والرؤية هنا قلبية مضمنة معنى العلم والانتهاء لتصح التعدية بإلى، وقد تقدم نظيرها. والفاعل مستتر تقديره أنت والى الملأ متعلقان ب «تر» ، ومن بني إسرائيل متعلقان بمحذوف حال والجملة الفعلية استئنافية (مِنْ بَعْدِ مُوسى) متعلقان بمحذوف حال أي من بعد موته أيضا (إِذْ قالُوا) إذ ظرف لما مضى من الزمن متعلق بالقصة المقدرة، أي الى قصة ملأ بني إسرائيل. ولما كانت الذوات لا يتعجب منها صار المعنى: ألم تر الى ما جرى للملأ من بني إسرائيل من بعد موت موسى، وجملة قالوا في محل جر بالإضافة (لِنَبِيٍّ) الجار والمجرور متعلقان بقالوا (لَهُمُ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة.
وهو يوشع صاحب قصة وقوف الشمس التي كانت مصدرا رائعا لافتنان الشعراء وسنوردها قريبا (ابْعَثْ لَنا مَلِكاً) الجملة مؤلفة من فعل الأمر والفاعل في محل نصب مقول القول، ولنا متعلقان بابعث، وملكا مفعول به أي قائدا (نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب، وفي سبيل الله متعلقان بنقاتل وجملة نقاتل عطف على ابعث (قالَ) فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو، والجملة مستأنفة (هَلْ عَسَيْتُمْ) هل حرف استفهام للتقرير وعسيتم فعل ماض من أفعال الرجاء والتاء اسمها (إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) إن شرطية وكتب فعل ماض مبني للمجهول في محل جزم فعل الشرط وعليكم متعلقان بكتب، والقتال نائب فاعل. وجواب الشرط محذوف تقديره:
فلا تبادرون الى القتال، وفعل الشرط وجوابه جملة اعتراضية بين اسم عسى وخبرها وهو قوله (أَلَّا تُقاتِلُوا) وأن حرف مصدري ونصب ولا نافية وتقاتلوا فعل مضارع منصوب بأن وجملة هل عسيتم مقول القول (قالُوا) الجملة مستأنفة وقالوا فعل وفاعل (وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) الواو عاطفة لمجرد ربط الكلام بما قبله، وما اسم استفهام مبتدأ ولنا جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر وأن لا نقاتل في سبيل الله: المصدر المنسبك من أن وما في حيزها في موضع نصب بنزع الخافض والتقدير: وما لنا في ترك القتال؟ (وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا)
الواو حالية وقد حرف تحقيق وأخرجنا فعل ماض مبني للمجهول والضمير نائب فاعل ومن ديارنا متعلقان بأخرجنا (وَأَبْنائِنا) عطف على «ديارنا» ، ولا بد من تضمين فعل الإخراج معنى البعد ليصح العطف. والجملة في موضع نصب على الحال (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) الفاء استئنافية و «لما» حينية أو رابطة، وكتب فعل ماض مبني للمجهول وعليهم جار ومجرور متعلقان بكتب، والقتال نائب فاعل (تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) جملة تولوا لا محل لها لأنها جواب «لما» وهي شرطية غير جازمة، وتولوا فعل وفاعل وإلا أداة استثناء وقليلا مستثنى متصل لأنهم من جنس القوم ومنهم متعلقان بمحذوف صفة ل «قليلا» . (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) الواو استئنافية والله مبتدأ وعليم خبر وبالظالمين الجار والمجرور متعلقان بعليم.

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)) . قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) : مِنْ تَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ ; لِأَنَّهَا حَالٌ ; أَيْ كَائِنًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَ (مِنْ بَعْدِ) : مُتَعَلِّقٌ بِالْجَارِّ الْأَوَّلِ، أَوْ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْأَوَّلُ ; وَالتَّقْدِيرُ: مِنْ بَعْدِ مَوْتِ مُوسَى. وَ (إِذْ) : بَدَلٌ مِنْ " بَعْدِ " ; لِأَنَّهُمَا زَمَانَانِ. " نُقَاتِلْ " الْجُمْهُورُ عَلَى النُّونِ، وَالْجَزْمُ عَلَى جَوَابِ الْأَمْرِ، وَقَدْ قُرِئَ بِالرَّفْعِ فِي الشَّاذِّ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، وَقُرِئَ بِالْيَاءِ وَالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَلِكٍ، وَقُرِئَ بِالْيَاءِ وَالْجَزْمِ أَيْضًا عَلَى الْجَوَابِ ; وَمِثْلُهُ: " فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي " بِالرَّفْعِ وَالْجَزْمِ. (عَسَيْتُمْ) : الْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ السِّينِ ; لِأَنَّهُ عَلَى فِعْلِ تَقُولُ عَسَى مِثْلَ رَمَى.
وَيُقْرَأُ بِكَسْرِهَا وَهِيَ لُغَةٌ، وَالْفِعْلُ مِنْهَا عَسَى مِثْلُ خَشِيَ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ عَسٍ مِثْلُ عَمٍ، حَكَاهُ ابْنُ الْإِعْرَابِيِّ. وَخَبَرُ عَسَى (أَلَّا تُقَاتِلُوا) : وَالشَّرْطُ مُعْتَرِضٌ بَيْنَهُمَا.
(وَمَا لَنَا) : مَا اسْتِفْهَامٌ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ، وَلَنَا الْخَبَرُ وَدَخَلَتِ الْوَاوُ لِتَدُلَّ عَلَى رَبْطِ هَذَا الْكَلَامِ بِمَا قَبْلَهُ، وَلَوْ حُذِفَتْ لَجَازَ أَنْ يَكُونَ مُنْقَطِعًا عَنْهُ، وَهُوَ اسْتِفْهَامٌ فِي اللَّفْظِ وَإِنْكَارٌ فِي الْمَعْنَى. (أَلَّا نُقَاتِلَ) : تَقْدِيرُهُ: فِي أَنْ لَا نُقَاتِلَ ; أَيْ فِي تَرْكِ الْقِتَالِ، فَتَتَعَلَّقُ " فِي " بِالِاسْتِقْرَارِ، أَوْ بِنَفْسِ الْجَارِّ، فَيَكُونُ أَنْ لَا نُقَاتِلَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَجَرٍّ عِنْدَ الْخَلِيلِ، وَقَالَ الْأَخْفَشُ " أَنْ زَائِدَةٌ، وَالْجُمْلَةُ حَالٌ، تَقْدِيرُهُ: وَمَا لَنَا غَيْرَ مُقَاتِلِينَ ; مِثْلَ قَوْلِهِ: (مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا) وَقَدْ أَعْمَلَ " أَنْ " وَهِيَ زَائِدَةٌ.
(وَقَدْ أُخْرِجْنَا) : جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَالْعَامِلُ نُقَاتِلُ.
(وَأَبْنَائِنَا) : مَعْطُوفٌ عَلَى دِيَارِنَا، وَفِيهِ حَذْفُ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ: وَمِنْ بَيْنِ أَبْنَائِنَا.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة البقرة (2) : آية 246]
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
الإعراب:
(ألم تر) مرّ إعرابها ، (إلى الملأ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تر) ، (من بني) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملأ وعلامة الجرّ الياء فهو ملحقّ بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الملأ ، (موسى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف حال من الملأ ولكن على حذف مضاف أي قصة الملأ أو حديث الملأ وقت قولهم ... إلخ (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (لنبيّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قالوا) ، (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنبيّ (ابعث) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (لنا) مثل لهم متعلّق بمحذوف حال من (ملكا) وهو مفعول به منصوب (نقاتل) مضارع مجزوم بجواب الطلب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (في سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نقاتل) . (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
جملة: «ألم تر إلى الملأ» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قالوا..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ابعث..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نقاتل..» لا محلّ لها جواب شرط مقدر غير مقترنة بالفاء (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي النبيّ (هل) حرف استفهام (عسيتم) فعل ماض جامد ناقص.. و (تم) ضمير في محلّ رفع اسم عسى (إن) حرف شرط جازم (كتب) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كتب) ، (القتال) نائب فاعل مرفوع (أن) حرف مصدري ونصب (لا) نافية (تقاتلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ألّا تقاتلوا) في محلّ نصب خبر عسى.
(قالوا) مثل الأول (الواو) زائدة للربط ، (ما) اسم استفهام مبتدأ (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر (ألّا) مثل الأول (نقاتل) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (في سبيل الله) مثل الأولى متعلّق جارّها ب (نقاتل) .
والمصدر المؤوّل (ألّا نقاتل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره (في) متعلّق بالخبر المحذوف أي: أيّ شيء ثابت لنا في ترك القتال؟
(الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أخرجنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون و (نا) نائب فاعل (من ديار) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرجنا) و (نا) مضاف إليه (الواو) عاطفة (أبنائنا) مضاف ومضاف إليه معطوف على ديارنا.
وجملة: «قال..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هل عسيتم..» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن كتب.. القتال» لا محلّ لها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف تقديره لا تقاتلوا ...
وجملة: «لا تقاتلوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما لنا ألّا نقاتل» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا نقاتل» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: «قد أخرجنا» في محلّ نصب حال.
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرفيّة حينيّة متضمّنة معنى الشرط متعلّقة ب (تولّوا) ، (كتب) مثل الأول (عليهم القتال) مثل عليكم القتال إعرابا وتعليقا (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين. والواو فاعل (إلّا) أداة استثناء (قليلا) مستثنى ب (إلّا) منصوب و (من) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل (قليلا) ، (الواو) استئنافيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (عليم) خبر مرفوع (بالظالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (عليم) ، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «كتب عليهم القتال» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تولّوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الله عليم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الملأ) ، اسم جمع لا واحد له من لفظه مشتقّ من فعل ملأ لأنه معنى يدلّ على ملء القلوب مهابة، ويجمع على أملاء كسبب وأسباب، وزنه فعل بفتحتين. قال الفرّاء: الملأ الرجال في كلّ القرآن وكذلك القوم والرهط والنفر.
(ملكا) ، صفة مشبّهة من فعل ملك يملك باب ضرب، وزنه فعل بفتح فكسر.
(تولّوا) ، انظر الآية (177) .
(قليلا) ، صفة مشبّهة من فعل قلّ يقلّ باب ضرب، وزنه فعيل (انظر الآية 41 من هذه السورة) .

النحاس

{أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ..} [246] قيل: الملأ الأشراف لأنهم مليئون بما يدخلون فيه {إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ} جزم لأنه جواب الطلب والطلب في لفظ الأمر، ويجوز نقاتلُ في سبيل الله رفعاً بمعنى نحن نقاتل أي فأنا مِمَّنْ يقاتل، ومن قرأ بالياء يقاتلُ فالوجه عنده الرفع لأنه نعت لملك. {قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ} قال أبو حاتم: ولا وجه لِعَسِيتُم، وقد قرأ الحسن به ونافع وطلحة ابنُ مصرّف ولو كان كذا لقرئتْ {فَعَسِيَ الله}. قال أبو جعفر: حكى يعقوب بن السّكيت وغيره أنّ "عسيْت" لغة ولكنها لغة رديئة فإذا قال عسى الله ثم قال: فهل عسِيتُم استعمل اللغتين جميعاً إلاّ أنه ينبغي له أنْ يقرأ بأفصح اللغتين وهي فتح السين. {إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ} شرط {أَلاَّ تُقَاتِلُواْ} في موضع نصب. قال أبو اسحاق: أي هل عسيتم مقاتلة {قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ} قال الأخفش: أنْ زائدة وقال الفراء: هو محمول على المعنى أي وما مَنَعنا كما تقول: مالك ألاّ تصلي أي ما منعك، وقيل: المعنى وأيّ شيء لنا في ألا نُقاتِل في سبيل الله، وهذا أجودها {وأنْ} في موضع نصب. {وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا} أي سُبِيَتْ ذرارِينَا {تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ} استثناء.

دعاس


أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
«أَلَمْ» الهمزة للاستفهام لم حرف نفي وجزم وقلب «تَرَ» فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والفاعل أنت «إِلَى الْمَلَإِ» متعلقان بالفعل تر «مِنْ بَنِي» بني اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الملأ «إِسْرائِيلَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بمحذوف حال من بني إسرائيل «مُوسى » مضاف إليه «إِذْ» ظرف لما مضى من الزمن متعلق بمحذوف مضاف التقدير : ألم تر إلى قصة الملأ وجملة «قالُوا» جملة فعلية في محل جر بالإضافة «لِنَبِيٍّ» متعلقان بقالوا «لَهُمُ» متعلقان بمحذوف صفة لنبي «ابْعَثْ» فعل أمر «لَنا» متعلقان بابعث «مَلِكاً» مفعول به والجملة مقول القول «نُقاتِلْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب «فِي سَبِيلِ» متعلقان بنقاتل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «قالَ» فعل ماض والفاعل هو والجملة استئنافية «هَلْ» حرف استفهام «عَسَيْتُمْ» فعل ماض ناقص والتاء اسمها «إِنْ» شرطية جازمة «كُتِبَ» فعل ماض مبني للمجهول وهو فعل الشرط «عَلَيْكُمُ» متعلقان بكتب «الْقِتالُ» نائب فاعل وجواب الشرط محذوف تقديره ، فلا تقاتلوا «أن» حرف مصدري ونصب «لا» نافية «تُقاتِلُوا» فعل مضارع منصوب وجملة هل عسيتم مقول القول «قالُوا» فعل ماض والواو فاعل والجملة استئنافية «وَما» الواو حرف عطف ما اسم استفهام مبتدأ «لَنا» متعلقان بمحذوف خبر مبتدأ «أَلَّا نُقاتِلَ» المصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر والتقدير ، وما لنا في عدم القتال والجملة مقول القول «فِي سَبِيلِ» متعلقان بنقاتل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَقَدْ» الواو حالية قد حرف تحقيق «أُخْرِجْنا» فعل ماض مبني للمجهول ونا نائب الفاعل «مِنْ دِيارِنا» متعلقان بأخرجنا «وَأَبْنائِنا» عطف على ديارنا والجملة حالية «فَلَمَّا» الفاء استئنافية لما حينية «كُتِبَ» فعل ماض مبني للمجهول. «عَلَيْهِمُ» متعلقان بكتب «الْقِتالُ» نائب فاعل «تَوَلَّوْا» فعل ماض والواو فاعل «أَلَّا» أداة استثناء «قَلِيلًا» مستثنى منصوب «مِنْهُمْ» متعلقان بقليلا «وَاللَّهُ» الواو استئنافية «اللَّهِ» لفظ الجلالة مبتدأ «عَلِيمٌ» خبر «بِالظَّالِمِينَ» متعلقان بعليم.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ } الجارَّان: "من بني"، و "من بعد"، متعلقان بحال من "الملأ"، ولا يضرُّ تعلُّق الحرفين بعامل واحد لاختلافهما معنى، فـ "مِنْ" الأولى للتبعيض، والثانية لابتداء الغاية، "إذ" ظرف بدل اشتمال من "الملأ". وقوله "نقاتل" مجزوم لأنه واقع في جواب شرط مقدر. وقوله "عسيتم": فعل ناسخ، والضمير اسمه، وجملة "إن كُتب عليكم" معترضة. وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، والمصدر "ألا تقاتلوا" خبر عسى. قوله "وما لنا ألا نقاتل": الواو عاطفة على جملة مقدرة هي مقول القول أي: قالوا: نقاتل، وما لنا ألا نقاتل، و "ما" اسم استفهام مبتدأ، والجار والمجرور "لنا" متعلق بالخبر المقدر، والمصدر المؤول "ألا نقاتل" منصوب على نزع الخافض (في) ، وجملة "وقد أُخرجنا" حال، وجملة "فلما كُتب عليهم القتال" مستأنفة لا محل لها، وجملة "تولَّوا" جواب شرط غير جازم لا محل لها. "قليلا" مستثنى من الواو.