وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة البقرة (2) : الآيات 150 الى 151]
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)

الإعراب:
(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) تقدم اعرابها وهي تأكيد ثان، وكرر الكلام لتشديد أمر القبلة وإماطة الشبهة بعد أن طرأ النسخ على القبلة التي هي بيت المقدس (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)
تأكيد ثالث لئلا تبقى للمعاندين حجة في نظرهم ينفذون منها أو ثغرة يتسرّبون الى الإرجاف عن طريقها (لِئَلَّا) اللام هي لام التعليل وأن المدغمة بلا النافية حرف مصدري ونصب (يَكُونَ) فعل مضارع ناقص منصوب بأن والجار والمجرور «اللام والمصدر المؤول» متعلقان بولوا (لِلنَّاسِ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر يكون المقدم. (عَلَيْكُمْ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لحجة فلما تقدمت الصفة على الموصوف أعربت حالا كما هي القاعدة (حُجَّةٌ) اسم يكون المرفوع المؤخر (إِلَّا) أداة استثناء (الَّذِينَ) مستثنى متصل من الناس (ظَلَمُوا) الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول (مِنْهُمْ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال (فَلا) الفاء هي الفصيحة أي إذا عرفتم ذلك ورسخت حقيقته في نفوسكم ولا ناهية (تَخْشَوْهُمْ) فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به (وَاخْشَوْنِي) الواو عاطفة واخشوا فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة والنون للوقاية والواو فاعل والياء مفعول به (وَلِأُتِمَّ) عطف على لئلا يكون فهو علة ثانية (نِعْمَتِي) مفعول به والياء مضاف إليه (عَلَيْكُمْ) الجار والمجرور متعلقان بأتمّ (وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الواو عاطفة ولعل واسمها، وجملة تهتدون خبرها (كَما أَرْسَلْنا) الكاف حرف جر وما مصدرية وأرسلنا فعل وفاعل والكاف ومجرورها المصدر المؤول في موضع نصب على المفعول المطلق وأعربه سيبويه حالا (فِيكُمْ) الجار والمجرور متعلقان بأرسلنا (رَسُولًا) مفعول به (مِنْكُمْ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة (يَتْلُوا) الجملة الفعلية صفة ثانية لرسولا (عَلَيْكُمْ) الجار والمجرور متعلقان بيتلو (آياتِنا) مفعول به ونا مضاف اليه (وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ) الفعلان المضارعان معطوفان على يتلو (الْكِتابَ) مفعول به (وَالْحِكْمَةَ) عطف على الكتاب (وَيُعَلِّمُكُمُ) معطوف على ما تقدم والكاف مفعول به أول (ما) اسم موصول مفعول به ثان (لَمْ) حرف نفي وقلب وجزم (تَكُونُوا) فعل مضارع ناقص مجزوم بلم والواو اسمها والجملة الفعلية صلة ما (تَعْلَمُونَ) الجملة الفعلية خبر تكونوا.

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَرْطًا وَغَيْرَ شَرْطٍ كَمَا ذَكَرْنَا فِي الْمَوْضِعِ الْأَوَّلِ. ( لِئَلَّا) : اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ: فَعَلْنَا ذَلِكَ لِئَلَّا.
وَ (حُجَّةٌ) : اسْمُ كَانَ، وَالْخَبَرُ لِلنَّاسِ، وَعَلَيْكُمْ صِفَةُ الْحُجَّةِ فِي الْأَصْلِ قُدِّمَتْ فَانْتَصَبَتْ عَلَى الْحَالِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِالْحُجَّةِ ; لِئَلَّا تَتَقَدَّمَ صِلَةُ الْمَصْدَرِ عَلَيْهِ.
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) : اسْتِثْنَاءٌ مِنْ غَيْرِ الْأَوَّلِ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مَا عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ. (وَلِأُتِمَّ) : هَذِهِ اللَّامُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى اللَّامِ الْأُولَى.
(عَلَيْكُمْ) : مُتَعَلِّقٌ بِأُتِمَّ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ نِعْمَتِي.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة البقرة (2) : آية 150]
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من حيث خرجت ... المسجد الحرام) سبق إعرابها في الآية السابقة. (الواو) عاطفة (حيثما كنتم ... شطره) سبق إعرابها مفردات وجملا (اللام) للتعليل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يكون) مضارع ناقص منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر يكون (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من حجّة- صفة تقدّمت على الموصوف- (حجّة) اسم يكون مرفوع مؤخّر.
والمصدر المؤوّل (أن لا يكون..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ولّوا) .
(إلا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء ، (ظلموا) ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من فاعل ظلموا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تخشوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير متّصل
(3) على حذف مضاف أي: إلّا كلام الذين ظلموا، ويجوز أن يكون بدلا من الناس في محلّ جرّ.. وابن هشام يجعل الاستثناء منقطعا ف (إلا) بمعنى لكن و (الذين) مبتدأ خبره محذوف أي لهم الحجّة الباطلة أو المجادلة الباطلة. مفعول به (الواو) عاطفة (اخشوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل و (النون) للوقاية (الياء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (أتمّ) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (نعمة) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أتمّ) - أو بحال من نعمتي-.
والمصدر المؤوّل (أن أتمّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل ولّوا بالعطف على المصدر المؤوّل (لئلا يكون ... ) .
(الواو) استئنافيّة (لعل) حرف مشبّه بالفعل للترجّي (وكم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم لعلّ (تهتدون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل.
جملة: «يكون للناس..» حجة لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تخشوهم» لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانوا كذلك فلا تخشوهم.
وجملة: «اخشوني» لا محل لها معطوفة على جملة تخشوهم.
وجملة: «أتمّ..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: لعلّكم تهتدون لا محلّ لها استئنافيّة وهي مربوطة ربطا معنويا مع التعليل المتقدّم ...
وجملة: تهتدون في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف:
(حجّة) ، الاسم من حجّه يحجّه باب نصر، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(تخشوهم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف من آخر الفعل لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، ثمّ حرّك الشين بالفتح دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفعوهم.
(اخشوني) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تخشوهم.

النحاس

{لِئَلاَّ..} [150] وان شئتَ خَفّفَتَ الهمزة {يكونَ} نصب بأنْ، وإِنْ شئتَ قلتَ: تكون لتأنيث الحجةِ وهذا متعلقٌ بما تقدم من الاحتجاج عليهم. {إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ} في موضع نصب استثناء ليس من الاول كما تقول العرب: ما نَفعَ إلاّ ما ضَرَّ وما زادَ إلاّ ما نَقصَ {وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ} قال الأخفش: هو معطوف على لِئلاَّ يكون أي ولأنْ أتمَّ نِعْمتِي عليكم.

دعاس

وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
«وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» تقدم إعرابها في الآية السابقة. وتقدم إعراب «وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ» في الآية «144». «لِئَلَّا» اللام حرف جر أن حرف ناصب مدغم بلا النافية. «يَكُونَ» فعل مضارع ناقص منصوب والمصدر المؤول من أن الناصبة والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر. «لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ» متعلقان بالخبر المحذوف. «حُجَّةٌ» اسم يكون مؤخر. «إِلَّا» أداة استثناء. «الَّذِينَ» اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء. «ظَلَمُوا» فعل ماض والواو فاعل والجملة صلة الموصول. «مِنْهُمْ» جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. «فَلا» الفاء هي الفصيحة ولا ناهية جازمة. «تَخْشَوْهُمْ» فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «وَاخْشَوْنِي» الواو عاطفة اخشوني فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة ، والواو فاعل والنون للوقاية والياء مفعول به ، والجملة معطوفة. «وَلِأُتِمَّ» الواو عاطفة اللام لام التعليل أتم فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعدها والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور معطوفان على لئلا يكون. «نِعْمَتِي» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء في محل جر بالإضافة. «عَلَيْكُمْ» جار ومجرور متعلقان بأتم. «وَلَعَلَّكُمْ» الواو عاطفة ولعل واسمها. «تَهْتَدُونَ» فعل مضارع وفاعله والجملة خبره. والجملة الاسمية معطوفة.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } الواو استئنافية، "حيثما" اسم شرط جازم ظرف مكان متعلق بـ "كنتم" التامة. "فوَلُّوا": الفاء واقعة في جواب الشرط، والمصدر المؤول "لئلا يكون" مجرور متعلقان بـ "وَلُّوا"، والجار "عليكم" متعلق بحال من "حجة" هي في الأصل صفة، فلما تقدَّمت صارت حالا. "إلا الذين" مستثنى منقطع مبني على الفتح في محل نصب. جملة "فلا تخشوهم" جواب شرط مقدر أي: إن كانوا كذلك فلا. والمصدر المؤول "لأتمَّ" مجرور معطوف على المصدر المؤول السابق: "لئلا يكون"، متعلق بـ "وَلُّوا"، والفصل بين العلتين لا يضرُّ، لأنه من متعلقات العلة الأولى. وجملة "لعلكم تهتدون" معطوفة على مفرد في محل جر أي: ولإتمام نعمتي ولعلكم تهتدون .