قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ

إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش

[سورة البقرة (2) : آية 144]
قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)

اللغة:
(شَطْرَ) للشطر في كلام العرب وجهان: فأحدهما النصف، ومن ذلك قولهم «شاطرتك مالي» . والوجه الآخر: القصد، يقال:
«خذ شطر زيد» أي قصده، وهو المراد هنا، ومنه قولهم: «حلبت الدهر أشطره» أي مرّ بي خيره وشره، ومنه سميّ الشاطر وهو من أعيا أهله خبثا.

الإعراب:
(قَدْ) هنا للتكثير بقرينة ذكر التقلب، والتكثير بالنسبة الى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فهو محال على الله تعالى (نَرى) فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن (تَقَلُّبَ) مفعول به (وَجْهِكَ) مضاف اليه (فِي السَّماءِ) الجار والمجرور متعلقان بتقلب لأنه مصدر (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ) الفاء عاطفة للتعليل، واللام موطّئة للقسم، ونولينك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن، والكاف مفعول به أول (قِبْلَةً) مفعول به ثان ويجوز نصبها على نزع الخافض (تَرْضاها) فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت، و «ها» مفعول به. والجملة صفة لقبلة، وجملة فلنولينك لا محل لها لأنها تعليلية (فَوَلِّ) الفاء هي الفصيحة، وول فعل أمر مبني على حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت (وَجْهِكَ) مفعول به، والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة (شَطْرَ الْمَسْجِدِ) مفعول فيه ظرف مكان متعلق بولّ، والمسجد مضاف اليه (الْحَرامِ) صفة للمسجد وجملة فولّ لا محل لها.. (وَحَيْثُ ما) الواو استئنافية، وحيثما اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خير كنتم المقدم (كُنْتُمْ) كان فعل ماض ناقص واسمها، والجملة في محل جزم فعل الشرط، وكان القياس أن تكون في محل جر بالاضافة لولا المانع وهو كونها من عوامل الافعال (فَوَلُّوا) الفاء رابطة للجواب لأنه طلبي، وولوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة والواو فاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط (وُجُوهَكُمْ) مفعول به (شَطْرَهُ) ظرف مكان متعلق بولوا (وَإِنَّ الَّذِينَ) الواو استئنافية، وان واسمها (أُوتُوا الْكِتابَ) الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول، والكتاب مفعول ثان لأوتوا، والأول هو النائب للفاعل وهو الواو (لَيَعْلَمُونَ) اللام هي المزحلقة، وجملة يعلمون خبر إن (أَنَّهُ الْحَقُّ) أن واسمها وخبرها، وقد سدت مسد مفعولي يعلمون (مِنْ رَبِّهِمْ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال (وَمَا) الواو استئنافية، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس (اللَّهُ) اسم ما (بِغافِلٍ) الباء حرف جر زائد، وغافل مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما (عَمَّا) الجار والمجرور متعلقان بغافل (يَعْمَلُونَ) الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة ما.

الفوائد:
1- (حَيْثُ ما) اسم شرط جازم محله النصب على الظرفية المكانية، وأصله حيث، وزيدت ما فكان اسما جازما، و «حيث» ظرف مكان مبني على الضم، وهو مضاف الى الجمل، فهو يقتضي جر ما بعده، وما اقتضى الجر لا يقتضي الجزم فلما وصلت ب (ما) زال عنها معنى الاضافة كما تقدم.
2- لمحة تاريخية:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم توجّه الى الكعبة وكان ذلك في رجب قبل موقعة بدر بشهرين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمسجد سلمة، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر أو العصر فتحول في الصلاة واستقبل القبلة، وحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فسمي المسجد مسجد القبلتين، والحكمة في ذلك واضحة بل هي أروع ما تصل اليه المعاملة الانسانية التي تستهدف قبل كل شيء استمالة القلوب وتلين العواطف، بيد أن ذلك لم يجد شيئا في ازالة التحجر الذي ران على قلوب اليهود، وقد علل القرآن هذا التحجر بالآية التالية:

التبيان في إعراب القرآن

قَالَ تَعَالَى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ. . . . . . (144)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (قَدْ نَرَى) : لَفْظُهُ مُسْتَقْبَلٌ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْمُضِيُّ.
وَ (فِي السَّمَاءِ) : مُتَعَلِّقٌ بِالْمَصْدَرِ ; وَلَوْ جُعِلَ حَالًا مِنَ الْوَجْهِ لَجَازَ.
(فَوَلِّ) : يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، فَالْأَوَّلُ «وَجْهَكَ» وَالثَّانِي (شَطْرَ الْمَسْجِدِ) : وَقَدْ يَتَعَدَّى إِلَى الثَّانِي بِـ (إِلَى) كَقَوْلِكَ: وَلَّى وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، وَقَالَ النَّحَّاسُ شَطْرَ هُنَا ظَرْفٌ ; لِأَنَّهُ بِمَعْنَى النَّاحِيَةِ.
(وَحَيْثُ) : ظَرْفٌ لِـ (وَلُّوا) ، وَإِنْ جَعَلْتَهَا شَرْطًا انْتَصَبَ بِـ «كُنْتُمْ» ; لِأَنَّهُ مَجْزُومٌ بِهَا وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ بِهِ. (أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَفِي أَوَّلِ السُّورَةِ مِثْلُهُ.

الجدول في إعراب القرآن

[سورة البقرة (2) : آية 144]
قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)
الإعراب:
(قد) حرف تكثير أي كثرة تقلّب وجه الرسول ، (نرى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (تقلّب) مفعول به منصوب (وجه) مضاف إليه مجرور و (الكاف) ضمير مضاف إليه (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (تقلّب) . (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نولّينّ) مضار مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد و (الكاف) مفعول به أوّل والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (قبلة) مفعول به ثان منصوب (ترضى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (ها) ضمير مفعول به. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ولّ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (وجه) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (شطر) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (ولّ) ، (المسجد) مضاف إليه مجرور (الحرام) نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) عاطفة (حيثما) اسم شرط جازم في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (ولّوا) أو ب (كنتم) وهو فعل ماض تام في محل جزم.. و (تم) ضمير فاعل كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ولوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (وجوه) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (شطر) مثل الأول متعلّق ب (ولّوا) و (الهاء) مضاف إليه.
(الواو) استئنافيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (أوتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل (الكتاب) مفعول به (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم أنّ (الحقّ) خبر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ (هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل من أنّ واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعولي يعلمون.
(الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بغافل والعائد محذوف ، (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «نرى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نولّينّ» لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «ترضاها» في محلّ نصب نعت لقبلة. وجملة: «ولّ وجهك» جواب شرط مقدّر.
وجملة: «كنتم معطوف» على جملة الشرط المقدّرة.
وجملة: «ولوا وجوهكم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أوتوا الكتاب» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ما الله» بغافل لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف الاخيرة.
وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، أو في محلّ جرّ نعت ل (ما) .
الصرف:
(نرى) فيه حذف الهمزة تخفيفا، ماضيه رأى، والقياس أن يقال نرأى فحذفت الهمزة ثمّ نقلت حركتها إلى الراء، وزنه نفل.. وانظر الآية (55) من هذه السورة.
(تقلّب) ، مصدر قياسي لفعل تقلّب الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين مع التشديد، وهو على وزن ماضيه بضمّ ما قبل آخره.
(ترضاها) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ترضي بياء متحركة بالفتح، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. (انظر الآية 120 من هذه السورة) .
(ولّ) ، فيه إعلال بالحذف، حذف لام الفعل للبناء، وزنه فعّ بتضعيف العين المكسورة.
(شطر) ، لفظه لفظ المصدر من الثلاثيّ شطر يشطر باب نصر، ولكنّه استعمل اسما دالا على الظرفية وزنه فعل بفتح فسكون.
(الحرام) ، مصدر حرم يحرم باب فرح وباب كرم، واستعمل صفة بمعنى المحرم، وزنه فعال بفتح الفاء.
الفوائد
1- فحوى تحول القبلة أن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) كان يتجه وهو بمكة الى بيت المقدس خلال صلاته وعند ما هاجر الى المدينة بقي على ذلك مدة ستة عشر شهرا.
ثم تحول أثناء الصلاة الى الكعبة وفي ذلك يقول سبحانه «قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ الى آخر الآية» .

النحاس

{.. شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ..} [144] ظرف مكان كما تقول: تلقاءَهُ وجهَتَهُ وانتصبَ الظرفُ لأنه فضلةٌ بمنزلة المفعول به، وأيضاً فان الفعل واقع فيه.

دعاس

قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)
«قَدْ» حرف تحقيق. «نَرى » فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة والفاعل نحن. «تَقَلُّبَ» مفعول به.
«وَجْهِكَ» مضاف إليه والكاف في محل جر بالإضافة. «فِي السَّماءِ» جار ومجرور متعلقان بالمصدر تقلب. «فَلَنُوَلِّيَنَّكَ» الفاء حرف عطف اللام موطئة للقسم نولينك فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل نحن والكاف مفعول به أول. «قِبْلَةً» مفعول به ثان والجملة جواب قسم لا محل لها من الإعراب. «تَرْضاها» فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة وها مفعول به والفاعل أنت والجملة في محل نصب صفة لقبلة. «فَوَلِّ» الفاء هي الفصيحة ولّ فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت. «وَجْهِكَ» مفعول به. «شَطْرَ» مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل ولّ. «الْمَسْجِدِ» مضاف إليه. «الْحَرامِ» صفة وجملة ول وجهك جواب شرط غير جازم لا محل لها «وَحَيْثُ ما» الواو عاطفة حيثما اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر كنتم المقدم. «كُنْتُمْ» كان واسمها وهي في محل جزم فعل الشرط. «فَوَلُّوا» الفاء رابطة لجواب الشرط ولوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة في محل جزم جوابالشرط. «وُجُوهَكُمْ» مفعول به. «شَطْرَهُ» مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل قبله والجملة في محل جزم جواب الشرط. «وَإِنَّ» الواو استئنافية ، إن حرف مشبه بالفعل. «الَّذِينَ» اسم موصول في محل نصب اسمها. «أُوتُوا» فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو نائب فاعل. «الْكِتابَ» مفعول به ثان ونائب الفاعل هو المفعول الأول والجملة صلة الموصول لا محل لها.
«لَيَعْلَمُونَ» اللام هي المزحلقة يعلمون فعل مضارع والواو فاعل. «أَنَّهُ» أن واسمها. «الْحَقُّ» خبرها وقد سدت أن واسمها وخبرها مسد مفعولي يعلمون. «مِنْ رَبِّهِمْ» متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الحق وجملة «لَيَعْلَمُونَ» في محل رفع خبر إن. «وَمَا» الواو استئنافية ما نافية حجازية تعمل عمل ليس. «اللَّهُ» لفظ الجلالة اسمها. «بِغافِلٍ» الباء حرف جر زائد غافل خبر ما. «عَمَّا» عن وما الموصولية الجار والمجرور متعلقان بغافل. «يَعْمَلُونَ» فعل مضارع والواو فاعله والجملة صلة الموصول.

مشكل إعراب القرآن للخراط

{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } الجار "في السماء" متعلق بالمصدر (تَقَلُّب)، والفاء في "فلنولِّينك" عاطفة لربط المسبب بالسبب، وجملة "نقسم" المقدرة معطوفة على جملة "نرى" لا محل لها. وجملة "لنولِّينك" جواب القسم لا محل لها. "قبلة" مفعول ثانٍ، وجملة "فولِّ" مستأنفة، و"شطر" مفعول ثانٍ. "وحيثما كنتم فولُّوا وجوهكم شطره" الجملة مستأنفة. و "حيثما" اسم شرط جازم ظرف مكان متعلق بـ "كنتم" التامة، و"شطره" مفعول ثان، وجملة "وإن الذين أوتوا" مستأنفة، والجار "من ربهم" متعلق بحال من "الحق"، وجملة "وما الله بغافل" مستأنفة. والباء في خبر "ما" العاملة عمل ليس زائدة.