وَإِذَا لَقُواْ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا
مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ
إعراب القرآن وبيانه لمحي الدين درويش
[سورة البقرة (2) : الآيات 14 الى 15]
وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
اللغة:
(الطّغيان) مصدر طغى طغيانا بضم الطاء وكسرها، ولام طغى قيل: ياء وقيل: واو ومعناها مجاوزة الحدّ.
(يَعْمَهُونَ) العمه: التردد والتحير وهو قريب من العمى إلا أنّ بينهما عموما وخصوصا لأن العمى يطلق على ذهاب نور العين وعلى الخطأ في الرأي والعمه لا يطلق إلا على الخطأ في الرأي.
الإعراب:
(وَإِذا) عطف على ما تقدّم وقد تكرر إعراب إذا فيقاس على ما تقدّم (لَقُوا) أصله لقيوا وهو فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة استثقلت الضمة على الياء فحذفت ونقلت حركتها الى القاف والواو فاعل والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها (الَّذِينَ) اسم موصول مفعول به (آمَنُوا) فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول (قالُوا) فعل وفاعل والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم (آمَنَّا) فعل وفاعل والجملة الفعلية مقول القول (وَإِذا) عطف على وإذا المتقدمة (خَلَوْا) فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والواو فاعل والجملة في محل جر باضافة الظرف إليها (إِلى شَياطِينِهِمْ) الجار والمجرور متعلقان بخلوا والى معناها انتهاء الغاية وسيأتي بحثها في باب الفوائد (قالُوا) فعل ماض والجملة لا محل لها من الإعراب (إِنَّا) إن حرف مشبه بالفعل ونا ضمير متصل في محل نصب اسمها (مَعَكُمْ) مع ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر إن والكاف مضاف اليه وجملة إنا معكم اسمية في محل نصب مقول القول (إِنَّما) كافة ومكفوفة (نَحْنُ) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (مُسْتَهْزِؤُنَ) خبر نحن مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة الاسمية تأكيد لجملة إنا معكم فهي داخلة في حيّز مقول القول ولك أن تجعلها مستأنفة لا محل لها مبنية على سؤال نشأ من ادعاء المعيّة كأنه قيل لهم عند قولهم: إنا معكم فما بالكم تشايعون المؤمنين بكلمة الايمان؟ فقالوا: إنما نحن مستهزئون أو انها تعليلية للمعيّة (اللَّهُ) مبتدأ (يَسْتَهْزِئُ) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود على الله والجملة الفعلية
خبر (بِهِمْ) الجار والمجرور متعلقان بيستهزىء (وَيَمُدُّهُمْ) الواو عاطفة ويمدهم فعل مضارع مرفوع عطفا على يستهزىء والفاعل مستتر تقديره هو والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به (فِي طُغْيانِهِمْ) الجار والمجرور متعلقان بيمدهم (يَعْمَهُونَ) فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة الفعلية في محل نصب على الحال من الضمير في يمدهم.
البلاغة:
انطوت هاتان الآيتان على فنون عديدة من فنون البلاغة نوجزها فيما يلي:
1- المفارقة بين الجمل فقد خاطبوا المؤمنين بالجملة الفعلية وهي جملة آمنا وخاطبوا شياطينهم بالجملة الاسمية وهي جملة إنا معكم وذلك لأن الجملة الاسمية أثبت من الجملة الفعلية فإيمانهم قصير المدى لا يعدو تحريك اللسان، أو مدة التقائهم بالمؤمنين وركونهم الى شياطينهم دائم الاستمرار والتجدد وهو أعلق بنفوسهم، وأكثر ارتباطا بما رسخ فيها.
2- المخالفة بين جملة مستهزئون وجملة يستهزىء لأن هزء الله بهم متجدد وقتا بعد وقت، وحالا بعد حال، يوقعهم في متاهات الحيرة والارتباك زيادة في التنكيل بهم.
3- المشاكلة: فقد ثبت أن الاستهزاء ضرب من العبث واللهو وهما لا يليقان بالله تعالى، وهو منزه عنهما ولكنه سمّى جزاء الاستهزاء استهزاء فهي مشاكلة لفظية لا أقل ولا أكثر.
4- الفصل الواجب في قوله: «الله يستهزىء بهم» لأن في عطفها على شيء من الجمل السابقة مانعا قويا لأنها تدخل عندئذ في حيز مقول المنافقين والحال أن استهزاء الله بهم وخذلانه إياهم ثابتان مستمران سواء خلوا الى شياطينهم أم لا فالجملة مستأنفة على كل حال لأنها مظنّة سؤال ينشأ فيقال ما مصير أمرهم؟ ما عقبى حالهم؟ فيستأنف جوابا عن هذا السؤال.
الفوائد:
ذكر النحاة معاني لإلى الجارة أحدها الانتهاء وهو الأصل فيها وثانيها المعية كقوله تعالى: «مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ» أي مع الله وثالثها التبيين وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعد ما يفيد حبا أو بغضا من فعل تعجب أو اسم تفضيل نحو: «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ» ورابعها مرادفة اللام نحو «وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ» وخامسها موافقة (في) كقول النابغة الذبياني:
فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطليّ به القار أجرب
وسادسها موافقة (عند) كقول أبي كبير الهذلي:
أم لا سبيل الى الشباب وذكره ... أشهى إليّ من الرحيق السّلسل
وسابعها التوكيد كقراءة بعضهم: «أفئدة من الناس تهوى إليهم» بفتح الواو في تهوى على تضمين تهوى معنى تميل.
التبيان في إعراب القرآن
قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا) أَصْلُهُ لَقِيُوا، فَأُسْكِنَتِ الْيَاءُ لِثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَيْهَا، ثُمَّ حُذِفَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا، وَحُرِّكَتِ الْقَافُ بِالضَّمِّ تَبَعًا لِلْوَاوِ.
وَقِيلَ: نُقِلَتْ ضَمَّةُ الْيَاءِ إِلَى الْقَافِ بَعْدَ تَسْكِينِهَا، ثُمَّ حُذِفَتْ.
وَقَرَأَ ابْنُ السَّمَيْفَعِ: لَاقَوُا بِأَلِفٍ وَفَتْحِ الْقَافِ وَضَمِّ الْوَاوِ، وَإِنَّمَا فُتِحَتِ الْقَافُ وَضُمَّتِ الْوَاوُ لِمَا نَذْكُرُهُ فِي قَوْلِهِ: (اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ) .
قَوْلُهُ: (خَلَوْا إِلَى) : يُقْرَأُ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ، وَهُوَ الْأَصْلُ.
وَيُقْرَأُ بِإِلْقَاءِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ عَلَى الْوَاوِ، وَحَذْفِ الْهَمْزَةِ فَتَصِيرُ الْوَاوُ مَكْسُورَةً بِكَسْرَةِ الْهَمْزَةِ، وَأَصْلُ خَلَوْا خَلَوُوا، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ الْأُولَى أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ حُذِفَتْ لِئَلَّا يَلْتَقِيَ سَاكِنَانِ، وَبَقِيَتِ الْفَتْحَةُ تَدُلُّ عَلَى الْأَلِفِ الْمَحْذُوفَةِ.
قَوْلُهُ: (إِنَّا مَعَكُمْ) : الْأَصْلُ: إِنَّنَا، فَحُذِفَتِ النُّونُ الْوُسْطَى عَلَى الْقَوْلِ الصَّحِيحِ، كَمَا حُذِفَتْ فِي إِنَّ إِذَا خُفِّفَتْ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ) [يس: 32] وَمَعَكُمْ ظَرْفٌ قَائِمٌ مَقَامَ الْخَبَرِ ; أَيْ كَائِنُونَ مَعَكُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُسْتَهْزِئُونَ) : يُقْرَأُ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ وَهُوَ الْأَصْلُ وَبِقَلْبِهَا يَاءً مَضْمُومَةً، لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُ الْيَاءَ لِشَبَهِهَا بِالْيَاءِ الْأَصْلِيَّةِ فِي مِثْلِ قَوْلِكَ: يَرْمُونَ وَيَضُمُّ الزَّايَ، وَكَذَلِكَ الْخِلَافُ فِي تَلْيِينِ هَمْزَةِ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ.
الجدول في إعراب القرآن
[سورة البقرة (2) : آية 14]
وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (إذا) ظرفيّة شرطيّة غير جازمة متعلقة بالجواب قالوا. (لقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله (قالوا) مثل آمنوا. (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) عاطفة (إذا) سبق إعرابه (خلوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) فاعل. (إلى شياطين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه. (قالوا) مثل آمنوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. إنّما نحن مستهزءون سبق إعراب نظيرها في الآية (11) : إنما نحن مصلحون.
جملة: قالوا ... في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أما» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «خلوا ... » في محل جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا معكم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّما نحن مستهزءون» لا محلّ لها استئناف بياني.
الصرف:
(لقوا) فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، وأصله لقيوا بضمّ الياء، أسكنت الياء لثقل الحركة عليها- هو اعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، وتحرّكت القاف بالضمّ أي بحركة الياء بعد تسكينها.
(قالوا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قولوا بفتح الواو الأولى، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(خلوا) فيه إعلال بالحذف، أصله خلاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فأصبح الفعل خلوا، وزنه فعوا بفتح العين.
(شياطين) جمع شيطان، اسم جامد على وزن فيعال سمي بذلك لمخالفة أمر الله لأن الفعل شطن يشطن باب نظر بمعنى خالفه عن نيّته ووجهه. ووزن شياطين فياعيل.
(مع) ، اسم له عدّة معان يستعمل مضافا ويكون ظرفا للمكان والمصاحبة: افعل هذا مع هذا، أو ظرفا للزمان: جئتك مع العصر..
ويأتي منوّنا من غير إضافة: جاؤوا معا.
(مستهزءون) جمع مستهزئ، اسم فاعل من استهزأ السداسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره أي وزنه مستفعلون.
النحاس
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ..} [14]
الأصل لَقِيُوا حُذِفَت الضمة من الياء لثقلها ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وقرأ محمدُ بنُ السُّميْفَعِ اليمانيّ {وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ}، والأصل لاَقَيوا، فإِن قِيلَ: لِم ضُمّت الواو من "لاَقوا" في الادراج وحُذِفتْ من "لَقُوا"؟ فالجواب أنّ قبل الواو التي في لَقُوا ضَمّةً تدلّ عليها فحذفت لالتقاء الساكنين وحُرّكتْ في "لاَقَوا" لأن قبلها فتحة. "ٱلَّذِينَ" في موضع نصب بالفعل "آمَنُواْ" داخل في الصلة {قَالُوۤا آمَنَّا} جواب إذا {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ} فإنْ خَفّفَتَ الهمزة ألقيتَ حركتها على الواو وحذفتها كما يقرأ أهل المدينة، "شَيَاطِينِهِمْ" خفض بإلى جمع مكسر فلذلك لم تُحْذَفْ منه النون بالإضافة، والهاء والميم خفض بالإضافة {قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ} الأصل انّنَا حُذِفَتْ منه لاجتماع النونات "مَعَكُمْ" نَصْبٌ بالاستقرار ومن أسكن العين جعل "مَعَ" حرفاً. {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} مبتدأ وخبر فإن خَفَّفتَ الهمزة فسيبويه يجعلها بَيْنَ الهمزة والواو وحجته أنّ حركتها أولى بها، وزعم الأخفش أنه يجعلها ياءاً محضة فيقول: {مُسْتهزيُونَ} قال الأخفش: أفْعَلُ في هذا كما فعلتُ في قوله: {السفهاءُ ولا} قال محمد بن يزيد ليس كما قال الأخفش لأن قوله: {السفهاءُ الاَ} لو جئتَ بها بَيْنَ بَيْنَ كنت تَنْحُو بها نحو الألف، والألف لا يكون ما قبلها إلاّ مفتوحاً فاضطررت إلى قلبها واواً وليس كذا مُسْتَهزِئونَ، ومن أبدل الهمزة قال: مُسْتَهزُونَ وعلى هذا كُتِبَتْ في المصحف.
دعاس
وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14)
«وَإِذا» معطوفة على ما قبلها ، «لَقُوا» فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل ، والجملة في محل جر بالإضافة. «الَّذِينَ» اسم موصول في محل نصب مفعول به. «آمَنُوا» مثل لقوا والجملة صلة الموصول مثلها. «قالُوا» الجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم. «آمَنَّا» فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الدالة على الفاعلين ، و«نا» ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. «وَإِذا» الواو عاطفة إذا كما في الآية السابقة. «خَلَوْا» فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة منعا لالتقاء الساكنين ، والواو فاعل ، والجملة في محل جر بالإضافة. «إِلى شَياطِينِهِمْ» جار ومجرور متعلقان بالفعل خلوا ، والهاء في محل جر بالإضافة ، والميم علامة جمع الذكور. «قالُوا» فعل ماض والواو فاعله ، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم «إِنَّا» إن حرف مشبه بالفعل ، نا ضمير متصل في محل نصب اسمها «مَعَكُمْ» مع ظرف مكان متعلق بخبر محذوف لأن والتقدير إنا كافرون معكم. والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والميم لجمع الذكور وجملة «إِنَّا مَعَكُمْ» في محل نصب مقول القول. «إِنَّما» كافة ومكفوفة. «نَحْنُ» ضمير رفع منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ، «مُسْتَهْزِؤُنَ» خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، ويجوز إعرابها تأكيدا لجملة «إِنَّا مَعَكُمْ» أو بدلا منها.
مشكل إعراب القرآن للخراط
{ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }
جملة "وإذا لقوا" معطوفة على جملة { وَإِذَا قِيلَ } قبلها لا محل لها. "لقوا": فعل ماض مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد تسكينها، والأصل لقِيُوا. والواو فاعل. "خلَوا": فعل ماض مبني على الضم، المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، لاتصاله بواو الجماعة. والواو فاعل. "معكم": ظرف مكان يدل على الصحبة متعلق بخبر "إنَّ" المقدر أي :إنَّا كائنون معكم. جملة "إنما نحن مستهزئون" مستأنفة في حيز القول.